أأن رأت رجلًا أعشى أضربه... ريب المنون ودهر مفند (١) خبل
فلو لم تكن بزنتها محققة لانكسر البيت ثم قال بعد كلام: والمخففة بزنتها محققة ولولا ذلك لكان هذا البيت منكسرًا إذا خففت الأولى، والآخرة (٢) كقوله:
كل غراء إذ ما مبرزت... إنتهى كلامه (٣)
وتمام هذا البيت: ترهب العين عليها والجسد (٤).
فإن قيل: هذا كله بين إلا أمر واحد وهو سبب الإشكال في كلام الحافظ وهو تفريقه في العبارة بين الهمزة الأولى والثانية فقال في تسهيل الأولى (كالياء المكسورة).
وقال في (تسهيل) (٥) الثانية (كالياء الساكنة)؟
فالجواب أن عبارته وقعت كما ترى ليشعر بحال كل واحدة منهما في مقدار حركتها، وذلك أن الأولى إذا سهلت مكنت حركتها لأنها بعد حرف مد وإلا أشبه التقاء الساكنين، وأما الثانية فإذا سهلت اختلست حركتها وأخفيت هربًا من الثقل: لأن قبلها همزة محركة فلو مكنت حركتها مع أنها وإن كانت مسهلة تشبه المحققة (٦) لكان فيه شبه من اجتماع همزتين
(٢) في (س) الأخيرة.
(٣) انظر كتاب سيبويه جـ ٣ ص ٥٤٩. ٥٥٠.
(٤) البيت مجهول القائل.
(٥) ما بين القوسين تكملة من (ت) و (ز).
(٦) في (الأصل) (المخففة) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.