محققتين محركتين. والله أعلم.
وقول الحافظ: (فقنبل وورش يجعلان الثانية كالياء الساكنة) يقتضي أن ورشًا يفعل ذلك في جميع ما ورد منه في القرآن.
وقوله: (وأخد على ابن خاقان) (١) يقتضي في هذين الموضعين (٢) خاصة أحد أمرين: إما أن يقرأ لورش بالياء المكسورة قولًا واحدًا فيكون في حكم الإستثناء المطلق من جميع الفصل، وإما أن يقرأ لورش بالوجهين - أعني بتسهيل بين بين كسائر الفصل - وبالبدل أيضًا فيكون في حكم الإستثناء المخصوص برواية ابن خافان؛ فينبغي أن يبحث عن تحقيق مذهبه في كتاب التيسير.
فاعلم أنه إنما أسند قراءته برواية ورش في التيسير عن ابن خاقان لا غير؛ وابن خاقان هو الذي استثنى له هذين الموضعين فعلى هذا ليس في التيسير في هذين الموضعين في قراءة ورش إلا البدل (و) (٣) ذكر في المفردات أنه قرأ هكذا على ابن غلبون، وابن خاقان، وأبي الفتح بجعل الثانية ياء مكسورة بدلًا من الهمزة في هذين الموضعين (٤) وحاصل قوله في التمهيد أنه قرأ على هؤلاء الأشياخ الثلاثة بالوجهين - أعني بجعل الهمزة الثانية كالياء المكسورة في الموضعين وبجعلها (٥) بين بين - وقال: (وبهمنا آخذ) إلا أن في عبارته في التمهيد مسامحة فإنه قال فيه: كالياء المكسورة

(١) انظر التيسير ص ٣٣.
(٢) يعني قوله تعالى: ﴿هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾ أية ٣١ البقرة و ﴿عَلَى البِغَآءِ إنْ أَرَدْنَ﴾ آية ١٣٣ النور.
(٣) ما بين القوسين تكملة من باقي النسخ.
(٤) لنظر المفردات ص ١٤.
(٥) في الأصل (ويجعلها) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.


الصفحة التالية
Icon