وكذلك أبو عمرو إلا في قوله تعالى: ﴿هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ﴾ (١) و ﴿فَهَلْ تَرَى لَهُم مِن بَاقِيَة﴾ (٢).
ومنهم من أدغم في الجميع وهو الكسائي.
ومنهم من فصل فأظهر هشام عند النون والضاد، وفي التاء في قوله تعالى: ﴿أم هَلْ تَسْتَوِي﴾ (٣) في الرعد، وأدغم في البواقي.
وأدغم حمزة في السين، والتاء، والثاء، واختلف عن خلاد في قوله تعالى: ﴿بَلْ طَبَعَ اللهُ﴾ (٤) في آخر النساء.
وذكر الحافظ أنه يأخذ فيه بالإِدغام (٥).
وأما الشيخ والإمام فلم يذكرا فيه إلا الإِظهار (٦) واتفقا مع الحافظ

(١) جزء من الآية: ٣ الملك.
(٢) جزء من الآية: ٨ الحاقة.
(٣) جزء من الآية: ١٦ الرعد.
(٤) جزء من الآية: ١٥٥ النساء.
(٥) فأدغمه من طريق فارس بن أحمد، وكذا في التجريد من قراءة صاحبه علي أبي الحسين الفارسي عن خلاد، ورواه نصاً عنه محمد بن عيسى ومحمد بن سعيد، ورواه الجمهور عنه بالإِظهار، وبه قرأ الداني على أبي الحسن ابن غلبون، واختار الإِدغام، وقال في التيسير: وبه آخذ "وروى صاحب المبهج عن المطوعي عن خلف الإِدغام، وقال ابن مجاهد في كتابه عن أصحابه عن خلف عن سليم: أنه كان يقرأ على حمزة "بل طبع" مدغماً فيجيزه، وقال خلف في كتابه عن سليم عن حمزة: أنه كان يقرأ عليه بالإِظهار فيجيزه وبالإدغام فلا يرده. وهذا صريح في ثبوت الوجهين جميعاً عن حمزة إلا أن المشهور عند أهل الأداء عنه بالإِظهار.
انظر النشر جـ ٢ ص ٧.
وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد وكذا أصلها، فتحصل: أن الإِدغام لا يقرأ به لخلف من طريق التيسير، ويقرأ به له من طريق النشر. والله أعلم.
(٦) انظر التبصرة ص ٣٦١ والكافي ص ٣٨..


الصفحة التالية
Icon