من طريق السوسي، وبخلاف من طريق الدوري: فمذهب الشيخ الإِظهار للدوري (١) ومذهب الإِمام الإِدغام (٢) ومذهب الحافظ الوجهان (٣).
تتميم: قد تقدم أن سكون الحرف المدغم في هذا الفصل عارض وبيانه أن هذه الأحرف/ السبعة لامات الأفعال وهي ثلاثة أقسام:
أحدها: ما جاء بصيغة الماضي وهو جميع ما في الضرب الأول، ولا شك أن أصله البناء على الفتح، وإنما سكن لاتصال ضمير الرفع به.
الثاني: ما جاء بصيغة المضارع، وهو جميع ما فى الضرب الثاني سوى: ﴿اذْهَبْ﴾ (٤) و ﴿ارْكَب﴾ (٥) وسوى بعض ذوات الراء نحو: ﴿يَسّرْ لِي﴾ ولا شك أن أصله التحريك بالرفع، وإنما سكن للجزم نحو: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ﴾ (٦).
الثالث: ما جاء بصيغة الأمر وهو: ﴿اذْهَبْ﴾ و ﴿ارْكَب﴾ ونحو: ﴿اشْكُرْ لِي﴾ (٧) فهذا النوع وإن كان مبنياً على السكون، ولكنه في حكم المغير من لفظ المضارع الذي أصله الرفع، فهو إذاً في حكم ما كان متحركاً، ثم غير فلزمه السكون، ولهذا تجده أبداً يوافق المضارع في حركة العين، حتى قالت طائفة من النحويين إنما هو المضارع لمخاطب: يسقط

(١) انظر التبصرة ص ٣٦٥.
(٢) انظر الكافي ص ٣٩.
(٣) انظر التيسير ص ٤٤.
(٤) من مواضعه الآية: ٦٣ الإسراء.
(٥) جزء من الآية: ٤٢ هود - عليه السلام -.
(٦) من مواضعه الآية: ٢٩ الأنفال.
(٧) جزء من الآية: ١٤ لقمان.


الصفحة التالية
Icon