المنافقون: ﴿إِذَا جَآءَ أَجَلُهَا﴾ (١) وفي عبس: ﴿إِذَا شَآءَ أَنشَرَةُ﴾ (٢).
وذكر الحافظ المتفقتين بالضم وهو موضع واحد كما ذكم (٣) وذكر القراءات. وحاصلها في جميع ما تقدم أن الكوفيين وابن عامر يحققون الهمزتين في جميع الأنواع الثلاثة، وورش وقنبل يسهلان الثانية بجعلها بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، فتكون المسكورة بين الهمزة والياء، والمفتوحة بين الهمزة والألف، والمضمومة بين الهمزة والواو.
وتقد تقدم القول في حرفي البقرة والنور وأبو عمرو يسقط الهمزة الأولى في الأنواع الثلاثة، وقالون والبزي يسقطان (٤) الأولى في المفتوحتين خاصة، ويسهلان الأولى من المكسورتين بين الهمزة والياء، والأولى من المضمومتين بين الهمزة والواو ووافق (٥) الثح والإمام على كل ما تقدم في الباب إلا ما رواه عن ابن خاقان في الحرفين من جعل الثانية ياء مكسورة.
وزاد عن ورش وقنبل إبدال الثانية حرفًا ساكنًا من جنس حركة الأولى (٦) ورجح الإِمام التسهيل ورجح الثح البدل لورش والتسهيل لقنبل،
(٢) جزء من الآية: ٢٢ عبس.
(٣) وهو قوله تعالى: ﴿أوْليَآءُ أُولَئِكَ﴾ في سورة الأحقاف آية (٣٢) انظر التيسير ص ٣٣.
(٤): في الأصل (سقطا) والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٥) في (س) "وافق".
(٦) والحاصل أن أبا عمرو البصري أسقط إحدى الهمزتين المتفقتين في الفتح أو الضم أو الكسر، وهل الساقطة هي الأولى أو الثانية خلاف؟ ومن فوائده ما يظهر في نحو (جَآءَ أَمْرنَا) من حكم المد، فإن قيل: المحذوفة الأولى كان المد فيه من قبيل المنفصل، وإن قيل هي الثانية كان المد فيه من قبيل المتصل لا غير؛ ووافق