وقد ذكر الحافظ في التمهيد وغيره البدل عن ورش في الباب كله غير أنه لم يعول عليه في التيسير. والله تعالى أعلم.
واعلم أنك إذا وقفت على الكلمة الأولى فلا خلاف بين الحرميين وأبي عمرو في اثبات همزتها محققة كما أنك إذا بدأت بالثانية فلا خلاف أيضًا بين الجماعة في تحقيق همزتها، وإنما يكون التسهيل الذي ذكر أو
قالون والبزي أبا عمرو في المفتوحتين فأسقطا إحداهما وسهلا الهمزة الأولى من المكسورتين فجعلاها كالياء: أي بين الهمزة والياء، وسهلا الهمزة الأولى من المضمومتين فجعلاها كالواو: أي بين الهمزة والواو وهوفي موضع واحد في الأحقاف (أوليَآءُ أُولَئِكَ) لا غير ولهما في قوله تعالى: ﴿بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ آية: ٥٣ في سورة يوسف وجهان:
الأول: إبدال الهمزة الأولى واوا ثم إدغام الواو الساكنة التي قبلها فيها فتصير واوا واحدة مشددة مكسورة بعدها همزة محققة وهي همزة (إلا).
الثاني: تسهيل الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية على أصلها في المكسورتين، وهذا الوجه الثاني من زيادات الشاطبية على التيسير؛
وقرأ ورش وقنبل بتسهيل الثانية من المكسورتين بين الهمزة والياء، والثانية من المضمومتين بين الهمزة والواو، والثانية من المفتوحتين بين الهمزة والألف
وهذا هو الموجود في التيسير وروى عنهما انهما جعلا الثانية من المفتوحتين والثانية من المكسورتين ياء ساكنة، والثانية من المضمومتين واوا ساكنة، وهو من زيادات الشاطبية على التيسير وروى عنه ورش أنه قرأ في البقرة ﴿هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾ وفي النور ﴿عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ﴾ بوجه ثالث وهو إبدال الهمزة الثانية ياء مختلسة الكسر، وهذا الوجه مختص بورش في هذين الموضعين لا غير، وله ولقنبل الوحهان السابقان في هذين الموضعين وغيرهما.
وقد أشار الشاطبي لما ذكرناه بقوله:
الأول: إبدال الهمزة الأولى واوا ثم إدغام الواو الساكنة التي قبلها فيها فتصير واوا واحدة مشددة مكسورة بعدها همزة محققة وهي همزة (إلا).
الثاني: تسهيل الأولى بين الهمزة والياء وتحقيق الثانية على أصلها في المكسورتين، وهذا الوجه الثاني من زيادات الشاطبية على التيسير؛
وقرأ ورش وقنبل بتسهيل الثانية من المكسورتين بين الهمزة والياء، والثانية من المضمومتين بين الهمزة والواو، والثانية من المفتوحتين بين الهمزة والألف
وهذا هو الموجود في التيسير وروى عنهما انهما جعلا الثانية من المفتوحتين والثانية من المكسورتين ياء ساكنة، والثانية من المضمومتين واوا ساكنة، وهو من زيادات الشاطبية على التيسير وروى عنه ورش أنه قرأ في البقرة ﴿هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾ وفي النور ﴿عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ﴾ بوجه ثالث وهو إبدال الهمزة الثانية ياء مختلسة الكسر، وهذا الوجه مختص بورش في هذين الموضعين لا غير، وله ولقنبل الوحهان السابقان في هذين الموضعين وغيرهما.
وقد أشار الشاطبي لما ذكرناه بقوله:
وأسقط الأولى في اتفاقهما معا | إذا كانتا من كلمتين فتى العلا |
كجا أمرنا من السماء إن أوليا | أولئك أنواع اتفاق تجملا |
وقالون والبزي في الفتح وافقا | وفي غيره كاليا وكالواو سهلا |
وبالسوء إلا أبدلا ثم أدغما | وفيه خلاف عنهما ليس مقفلا |