الإلحاق نحو (أرطى) في قول من قال (مأروط) لشيه ألفيهما بألف (الهدى) ويمكن أن يعلل هذا بأن الألف تنقلب ياء في بعض الأحوال، وذلك إذا ثنيت فقلت (الحسنيات) و (الأرطيان) (١).
واعلم أنه متى كان سبب الإمالة موجوداً في اللفظ فإن الإمالة أقوى مما إذا كان السبب مقدراً، والإمالة لسبب متقدم أقوى منها لسبب متاخر، ومتى كان الفصل بين السبب ومحل الإمالة أقل كانت الإمالة أقوى، والإمالة للكسرة اللازمة أقوى من الإمالة للكسرة العارضة والله أعلم.
فأما وجوه الإمالة فأربعة، والأصل منها إثنان:
أحدهما: المناسبة.
والثاني: الإشعار.
فاما المناسبة فقسم واحد: وذلك فيما أميل لسبب موجود في اللفظ، وفيما أميل لإمالة غيره، فأرادوا: أنْ يكون عمل اللسان ومحاولة النطق بالحرف الممال، وبسبب الإمالة، من وجه واحد وعلى نسبة واحدة (٢).
وأما الإشعار فثلاثة أقسام:
أحدها: الإشعار بالأصل، وذلك إذا كانت الألف الممالة منقلبة عن ياء أو عن واو مكسورة.
الثافي: الإشعار بما يعرض في الكلمة في بعض المواضع من ظهور كسرة أو ياء حسبما تقتضيه التصاريف دون الأصل كما تقدم في (غزا) و (طاب).
(٢) انظر النشر ج ٢ ص ٣٥.