(م) قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -
*باب ذكر الفتح والإمالة وبين اللفظين (١)
* (ش) قدم الفتح لأنه الأصل على ما قررته وقدم الإمالة على بين اللفظين لأنها أكثر استعمالاً في القراءات، ولأنه أراد باللفظين الفتح والإمالة المحضة، وأراد ببين اللفظين: الإمالة التي هي دون ذلك، فلزم تقديم الإمالة في الذكر على بين اللفظين من حيث جعل تعريف هذه الإمالة التي هي بين اللفظين بالإضافة إلى لفظي الفتح، والإمالة المحضة، فتنزلت لذلك منزلة النسبة (٢) الحاصلة بين المتضائفين، فحكمها: أن تكون تابعة لهما، والألف واللام في (اللفظين) للعهد المفهوم من الفتح والإمالة بمنزلة قولك: (أتيت زيداً وعمراً فجلست بين الرجُلين) تريد زيداً وعمروا (٣).
وعلى هذا النحو جاء قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾ (٤) ثم قال قالع: {إذْ أوَى الْفِتْيَةُ إلَى

(١) انظر التيسير ص ٤٦.
(٢) في الأصل و (ت) و (ز) (النسب) وهو خطأ والصواب ما في (ص) ولذا أثبته.
(٣) في الأصل و (ت) و (ز) (زيد وعمرو) وهو تحريف والصواب ما في (ص) ولذا أثبته.
(٤) الآية: ٩ الكهف.


الصفحة التالية
Icon