وأما الإِمام فاطلق القول في جميع الفصل بين اللفظين، ثم قال وقد قرأت له ﴿وَلَوْ أرَاكُم﴾ في الأنفال بالفتح أيضاً، وبين اللفظين أشهر عنه (١).
وأما الحافظ فإطلاق قوله في التيسير يقتضي أنه بين اللفظين (٢) ونص في غيره أنه قرأه بالوجهين، وذكر في التمهيد أن ترقيق الراء (٣) في ﴿أَرَاكُم﴾ هي قراءة على ابن خاقان وأبي الحسن، قال وهوالصواب، وقراءته على ابن خاقان هي التي أسند في التيسير، فحصل من هذا كله إنهم يختارون له بين اللفظين، وهو خلاف روايته عن نافع (٤).
واعلم أن اراء في (أرى) و (نرى) و (ترى) و (يرى) هي فاء الكلمة وأصلها السكون وعين الكلمة في الأصل همزة مفتوحة، ولامها ياء فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم نقلت الفتحة من الهمزة إلى الراء لشبه الهمزة بالحرف المعتل في الثقل، ثم حذفت الهمزة لسكونها وسكون ما بعدها، فوليت الألف الراء فصار آخر الكلمة ألفاً بعد راء، فلحق بهذا الفصل الذي نحن فيه، ولولا ذلك لكان من الفصل الثاني مثل (رأى) والله أعلم (٥).
القسم الثاني من القسم (٦) الأول: كل كلمة آخرها ألف وليس قبل

(١) الكافي ص ٤٣.
(٢) انظر التيسير ص ٤٧.
(٣) المراد الأمالة الصغرى.
(٤) وأطلق الخلاف أبو القاسم الشاطبي فقال:
وذو الراء ورش بين وفي أرا كهم وذوات الياله الخلف جملا
والوجهان صحيحان عن الأزرق كما في النشر جـ ٢ ص ٤٢.
(٥) في (ز) و (ت) (والله تقدس اسمه وتعالى جده أعلم، ومن (س) سقط الجميع.
(٦) في (ت) و (س) (التقسيم) وهو تحريف والصواب ما في الأصل و (ز).


الصفحة التالية
Icon