وذكر أنها لم يملها أحد إلا الكسائي في رواية نصير، وأنكر سيبويه إمالتها (١).
ويمكن أن يحمل إنكاره على فصيح الكلام وكثيره، وتحمل رواية الكسائي على القليل. والله أعلم. وعلل الحافظ إمالتها بما علل به كتبها بالياء. وأما (لدى) فوقعت في القرآن في موضعين:
أحدهما: في قوله تعالى: ﴿وَألْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا الْبَابِ﴾ (٢) وهذه كتبت بالألف.
والثاني: في قوله تعالى: ﴿لَدَى الْحَنَاجِرِ كَظِمِينَ﴾ (٣)، وهذه كتبت بالياء.
ويمكن تعليل ذلك بأن العرب تقلب ألفها مع المضر ياء نحو (لديه) لا سيما والمضمرات في أكثر أبواب العربية ترد الأشياء إلى أصولها، فكان أصل ألفها الياء، لانقلابها مع المضمر، وهذا التعليل يطرد في (على) و (إلى) ويمكن أن يعلل كتب هذه الكلم الأربع بالياء؛ بأنهم قصدوا الإشعار بعملها وهو الخفض، والياء من جنس الكسرة، كما فعل في بناء الباء على الكسرة أنه إشعار بعملها، وقال الحافظ (كتبوا، لدى) بالياء للفرق بينها وبين إسم الإشارة الذي دخلت عليه لام التوكيد في قولك الدازيد) قال: وكتبوا (على) التي تخفض بالياء للفرق بينها وبين (علا) التي هي فعل في قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَونَ عَلَا فِي الأَرْضِ﴾ (٤) و {لَعَلَا بَعْضُهُمْ
(٢) جزء من الآية: ٢٥ يوسف.
(٣) جزء من الآية: ١٨ غافر.
(٤) جزء من الآية: ٤ القصص.