تقرب في الإمالة نحو الياء وليست كذلك الهاء) (١). ثم قال في آخر الباب ما نصه: (فأما الإمالة في ﴿تقاهُ﴾ (٢) و ﴿تقاته﴾ (٣) فإنما وجبت لأن أصل ألفه الياء، فلا مزية للوقف على الوصل، ولا سبيل لهاء التأنيث في هذه الإمالة؛ لأن الممال في هذا هو الألف وما قبلها، ينحى بالألف نحو أمحلها. وينحى بالفتحة نحو الكسرة لتتمكن الإِمالة في الألف، وهاء التأنيث إنما تمال الفتحة التي قبلها نحو الكسرة لا غير، فاعرف الفرق بينهما إنتهى.
واعلم أن هذا الحاصل من كلام الشيخ هو الجاري على ما تقدم في تفسير الإمالة في الباب المتقدم، وهو أن الإمالة هي تقريب الفتحة من الكسرة وتقريب الألف من الياء، وهذه الهاء لا يمكن أن يدعى تقريبها من الياء ولا فتحة فيها فتقرب من الكسرة، وعلى هذا أيضاً يجري قول سيبويه: (إنه سمع العرب يقولون: "ضربت ضربة" و"أخذت أخذة" ثم قال شبه الهاء بالألف، فأمال ما قبلها كما يميل ما قبل الألف إنتهى.
ولا ينبغي أن يفهم عن الحافظ والإمام أنهما يخالفان في هذا، فأما تنصيصهما على أن الهاء ممالة فيمكن حمله على أن الهاء إذا أميل ما قبلها فلابد أن يصحبها في صوتها حال ما من الضعف خفى يخالف حالها إذا لم يمل ما قبلها، وإن لم يكن الحال من جنس التقريب إلى الياء فسميا ذلك المقدار إمالة، والله تعالى أعلم.
(م): قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (نحو قوله حبة، إلى قوله إلا أن يقع

(١) انظر الكشف جـ ١ ص ٢٠٣.
(٢) جزء من الآية: ٢٨ آل عمران.
(٣) جزء من الآية: ١٠٢ آل عمران.


الصفحة التالية
Icon