فحينئذ يكون إطلاق اسم الإشمام عليه مساويًا لإطلاقه على الإشارة في الوقف، وهذا إنما يمكن تكلفه إذا كان الحرف المشم مبدوءًا (١) به كما إذا بدأت بقوله تعالى: ﴿قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ﴾ (٢)، أما إذا وصلته بما قبله مثل: ﴿وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ﴾ (٣) و ﴿وَغِيضَ الْمَاءُ﴾ (٤) فيبعد تصور ذلك بل لابد أن تكون تلك الإشارة مصاحبة للصوت، فيحصل الشوب في اللفظ، فيلحق بما تقدم، وقد ذكر الحافظ هذا القول في بعض تواليفه ورده (٥) وذكر الشيخ أنه قرأ بالوجهين، ورجح القول الأول (٦) وانظر كلامه في كتاب (التنبيه).
(م): قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: (أبو عمرو ﴿بَارِئِكُمْ﴾ (٧) في الحرفين، و ﴿يَأْمُرُكُمْ﴾ (٨) و ﴿يَأْمُرُهُمْ﴾ (٩) و ﴿يَنْصُرُكُمْ﴾ (١٠)

(١) في (ز) و (ت) (مبدوا).
(٢) جزء من الآية: ٤٨ هود.
(٣) جزء من الآية: ٤٤ هود.
(٤) جزء من الآية: ٤٤ هود.
(٥) انظر جامع البيان ١٦٨/ ١.
(٦) وفصل في التبصرة بين ما بدئ به وما وصل بما قبله، فقال - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - والإشمام في حال اللفظ بالحرف في المتصل أحسن نحو (وقيل، وحيل) وشبهه، ظ ن كان منفصلًا حسن الإشمام قبله نحو (سيء) و (سيئت) وشبهه، وجاز معه، ومعه أحسن وأبين. (انظر التبصرة ص ٤١٩) (قلت): والصحيح أن تكون الإشارة مصاحبة للصوت مطلقًا، ومن قال غير هذا فكلامه أما مؤول أو باطل ولا تجوز القراءة به.
(انظر غيث النفح ص ٨٣، والنجوم الطوالع ص ١٩٣).
(٧) جزء من الآية: ٥٤ البقرة.
(٨) جزء من الآية: ٦٧ البقرة.
(٩) جزء من الآية: ١٥٧ الأعراف.
(١٠) جزء من الآية: ٢٠ الملك.


الصفحة التالية
Icon