الإِدغام الكبير إلا أن الشيخ أنكر هذا فحقه أن ينكر قراءة حمزة في آخر الكهف ﴿فَمَا اسْطَاعُوا﴾ (١) بتشديد الطاء إذ فيه التقاء الساكنين.
وقد دار هذا الكلام على إخفاء الحركة، واختلاسها فلابد من معرفة الفرق بينهما؛ إذ ليسا مترادفين بل هما متقاربان، فاعلم أن الحرف إما أن يكون للحركة به تعلق أو لا يكون، فإن لم يكن للحركة به تعلق فهو الساكن، وإن تعلقت به الحركة، فإما أن يتعلق به بعضها أوكلها، فإن تعلق به بعض الحركة فهو الذي يسمى إخفاء الحركة، وهو القدر المنطوق به في الروم عند الوقف، وفي باب الإِدغام الكبير، وفي ﴿تأمنا﴾ (٢) على اختيار الحافظ، وإن تعلقت الحركة كلها بالحرف، فإما أن تكون ممططة، أو غير ممططة، والممططة هي الممكنة المشبعة كالذي يستعمل في قراءة ورش، وحمزة، وغير الممططة هي المختلسة أي الحركة السريعة وقد يقال في الحركة مشبعة (٣)، بمعنى أنها موصولة بحرف من جنسها كالضمة في ميم الجمع على قراءة ابن كثير، ويقال فيها مختلسة بمعنى أنها غير موصولة بحركة الهاءفي (عنه) و (منه) على قراءة غير ابن كثير، فحصل من هذا أن النطق ببعض الحركة هو إخفاء الحركة، والنطق بها غير ممطة هو اختلاسها، وأن الاختلاس أمكن من الإخفاء، والتمطيط هو الإشباع وهو أمكن من الاختلاس وليس بعده إلا إثبات الصلة زاثدة على التمطيط، كما أنه ليس دون إخفاء الحركة إلا الإسكان. والله أعلم.
(م): قال الحافظْ - رَحِمَهُ اللهُ -: ﴿رُسُلُنا﴾ (٤) و ﴿رسُلُكم﴾ (٥)
(٢) جزء من الآية: ١١ يوسف.
(٣) في الأصل و (س) (المشبعة).
(٤) جزء من الآية: ٣٢ المائدة.
(٥) جزء من الآية: ٥٠ غافر.