و (أرقت الماء)، و (هرقته) فأبدلوا من الهمزة هاء كما ترى. زال بذلك استثقال اجتماع الهمزتين في اللفظ فلزم تحقيق الهمزة الثانية، وأثبت (١) الألف قبلهما كما كان يثبتها قبل البدل، وأما على مذهب قالون وأبي عمرو فحسن أيضاً فإن أصلهما في الهمزتين المفتوحتين في ﴿ءَأنذَزتَهُم﴾ وبابه مثل أصل هشام يحققان الأولى، ويسهلان الثانية، ويجعلان بينهما ألفاً كما تقدم فيقدر أنهما أبدلا الهمزة الأولى في هذه الكلمة هاء كما تقدم، وسهلا الثانية، وفصلا بالألف كما كانا يفعلان قبل البدل، وكأنهما لم يعتدا بالبدل لأنه عارض، وهشام اعتد به؛ ولذلك حقق الهمزة الثانية.
(م): وقوله: (وعلى مذهب ورش وقنبل لا تكون إلا مبدلة لا غير) (٢).
(ش): (إنما التزم على مذهب قنبل أن تكون الهاء مبدلة، لأن مذهبه في الهمزتين نحو: ﴿ءَأنذَرَتِهُم﴾ أن يحقق الأولى ويلين الثانية بين بين، فيقول الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ -: لما أبدل قنبل من الهمزة الأولى هاء لم يحتج إلى تليين الثانية، لأنه إنما كان يلينها في مثل: ﴿ءَأنذَزتَهمْ﴾ هرباً من اجتماع همزتين في اللفظ لأنه يحقق الأولى، فلما بطل لفظ الأولى بالبدل زال اجتماع الهمزتين، فزال الثقل، فلم يبالِ بتحقيق الثانية، وهذا مبني على أنه اعتد بالعارض كما فعل هشام فيما تقدم ولو جعلها على مذهبه للتنبيه للزم إثبات ألف بين الهاء والهمزة، لأن هاء التنبيه حرف مركب من هاء، وألف ساكنة مثل (ما) و (لا). وأما مذهب ورش فقريب من هذا، لأن عادته في باب ﴿ءَأتذَزتَهُم﴾ أن يحقق الأولى ويبدل الثانية ألفاً في رواية المصريين، ويجعلها بين بين في

(١) في الأصل و (س) (أثبتت).
(٢) انظر التيسير ص ٨٨.


الصفحة التالية
Icon