رواية البغداديين، وهو الأحسن في العربية، فلما أبدل الأولى هاء سهل الثانية بين بين على القياس، ولو جعلها للتنبيه للزم إثبات الألف بعد الهاء كما تقدم ومن الناس من يأخذ لورش هنا بإبدال هذه الهمزة ألفاً، فيكون اللفظ بألف بعد الهاء، وبعد الألف النون الساكنة من (أنتم) فيجب تمكين المسند وهي قراءة ضعيفة، لما فيها من التقاء الساكنين، وهما الألف والنون دون كمال الشرطين المعتبرين، في جواز التقاء الساكنين كما تقدم في باب الهمزتين (١).
(م): وقوله: (وعلى مذهب الكوفيين، والبزي، وابن ذكوان لا تكون إلا للتنبيه) (٢).
(ش): يعني من حيث إنهم حققوا الهمزة، وأثبتوا قبلها الألف، أما الكوفيون وابن ذكوان فأصلهم في باب: ﴿ءَأنذرتهم﴾ تحقيق الهمزتين من غير فصل ولم يبالوا بثقل اجتماع الهمزتين في اللفظ، كان كان ذلك غير فصيح في العربية، فإذا كانوا يتحملون ثقل اجتماع الهمزتين المحققتين من غير فصل لم يسغ أن يدعي كون الهاء مبدلة على مذاهبهم من همزة، إذ لو كان ذلك لم يكن للفصل بالألف وجه، ولم يعارض في جعلها للتنبيه على مذاهبهم شيء فيكون ﴿هأنتم﴾ بمنزلة (إذا أنتم) و (ما أنتم) كما تقدم (٢) وكذلك البزي لما أثبت الألف في ﴿هأنتم﴾ لم يحسن أن يتأول عليه كون الهاء مبدلة من همزة لأنه في باب ﴿ءَانذرتم﴾ يحقق الأولى ويسهل الثانية من غير فصل بل يكتفي بتسهيل الثانية في اندفاع ثقل اجتماع الهمزتين، فلو قدر أنه جعل الهاء بدلاً من همزة لم يحتج إلى الفصل بالألف، فأما إذا قدر أنه جعل (ها) للتنبيه فيندفع هذا التشعب (٢) ولا يحتاج إثبات الألف وتحقيق الهمزة بعدها إلى تعليل.
(٢) في الأصل و (ز) و (ت) (التشغب) وفي (س) ما أثبته.