الضرب الثالث: أن تكون الكلمة أعجمية، والوارد فيه في القرآن ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾ (١) و ﴿إِسْرَائِيلَ﴾ (٢) و ﴿عِمْرَانَ﴾ (٣) و ﴿إِرَمَ﴾ (٤)
تم ترقيق الراء في هذا الضرب لأن الترقيق نوع من التصرف، ففخمت الراء فيها إذ كانت متحركة بالفتح ولم ترقق كما لم تصرف إشعارًا بكونها دخيلة وفي كلام العرب، ويزداد وفي تعليل (إرم) أنه لما كان حقه أن يوصل بما قبله، وأن لا يبتدأ به لزم نقل الكسرة من الهمزة إلى التنوين قبلها على قراءة ورش، فصارت الكسرة منفصلة من الراء (فلم) (٥) تقو على الترقيق، فأما ما حكى عن ابن ذكوان من إمالة ﴿عِمْرَانَ﴾ فشذوذ (٦).
قال الحافظ - رَحِمَهُ اللهُ - و (عمران) الذي أمالته العرب عربي، فهو غير (عمران) الذي ورد في القرآن وإن كان اللفظ متفقًا.
قال العبد ونظير هذا ﴿إِسْحَاقَ﴾ و ﴿يَعْقُوبَ﴾ إسمًا (٧) النبيين - عليهما (٨) السلام - لفظهما ﴿أَعْجَمِيٌّ﴾ وقد وافقًا في اللفظ ﴿إِسْحَاقَ﴾

(١) جزء من الآية: ١٢٤ البقرة.
(٢) جزء من الآية: ٤٠ البقرة.
(٣) جزء من الآية: ٣٣ آل عمران.
(٤) جزء من الآية: ٧ الفجر.
(٥) ما بين القوسين تكملة من باقي النسخ.
(٦) يعني في اللغة، وأما للرواية فلا شذوذ فيها، بل هي ثابتة بالتواتر، عن ابن ذكوان بخلف والوجه الثاني له الفتح كالباقين.
قال الشاطبي:
حمارك والمحراب إكراهن وال حمار في الإكرام عمران مثلا
وكل بخلف لإبن ذكوان غير ما يجر من المحراب فاعلم لتعملا
انظر التيسير ص ٥٢ - ٥٣ وسراج القارئ ص ١١٦.
(٧) في الأصل (أسماء) وهو تحريف والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.
(٨) في الأصل (عليهم) وهو خطأ والصواب ما في باقي النسخ ولذا أثبته.


الصفحة التالية
Icon