مصدر أسحقه الله بمعنى أبعده الله و (يعقوب) إسم ذكر الحجل وهما عربيان والله أعلم (١)
الضرب الرابع: أن تكوِن الراء منصوبة منونة وقد فصل بينهما وبين الكسرة حرف ساكن صحيح غير مدغم، والوارد منه في القرآن ﴿ذِكْرًا﴾ وأخواته، وقد تقدم ذلك في الفصل الأول، ونص عليها الحافظ هنا (٢).
واعلم أن قياس هذا الضرب الرابع في قراءة ورش الترقيق، وقد تقدم أن الإِمام قرأ به وقد حكاه الحافظ عن شيخه أبي الحسن إلا أن الحافظ لم يأخذ فيه إلا بالتغليظ، وعلله بأنه جمع بين اللغتين: يعني من حيث رقق بعض المنون كما تقدم في الفصل الأول، وفخم بعضًا كما ذكر هنا، وإنما شرط في هذا الضرب أن يكون الساكن غير مدغم لأن قوله تعالى: ﴿سِرًا﴾ و ﴿مُسْتَقْرًا﴾ نص الحافظ أنه لا خلاف بين أصحابه في إمالته بين اللفظين (٣): يعني الترقيق.
فأما قول الحافظ في آخر هذا الكلام (وما كان من نحو هذا) (٤) فقد يظن الناظر في كلامه أنه يحرز فيه لفظًا زائدًا على ما ذكر هنا من هذه

(١) والواحدة (حجلة) والجمع (حجلان) و (حجلى).. طائر. في حجم الحمام أحمر المنقار والرجلين، وهو يعيش في الصرود العالية، يستطاب لحمه (انظر المنجد ص ٥١٨، ١١٩).
(٢) انظر التيسير ص ٥٦.
(٣) وذلك أن الحرفين في الإِدغام بمنزلة حرف واحد، من حيث يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة من غير مهملة ولا فرجة، فكان الكسرة قد وليت الراء (انظر جامع البيان/ لوحة ١٥٢/ ب.
(٤) انظر التيسير ص ٥٦.


الصفحة التالية
Icon