الحجفت) (١) أراد (الحجفة) (٢).
وكذلك قول الشاعر (٣):

الله نجاك بكفى مسلمت من بعدما وبعدما وبعدمت
صارت نفوس القوم عند الغلصمت وكادت الحرة أن تدعى أمت (٤)
أراد (مسلمة) و (غلصة) (٥) و (أمة) في رواية من وقف لتاء، وعلى هذا جاء الوقف في القرآن على ما كتب من ذلك بالتاء حسبما يأتي بعد بحول الله تعالى.
وحكى عن بعض الكوفيين أنه قال: الهاء هي الأصل، والتاء في الوصل بدل منها، قال: ووجه ذلك أنهم أرادوا أن يفرقوا بين علامة التأنيث اللاحقة للفعل، واللاحقة للإسم: وهذا القول ضعيف؛ لأنه لو كان كذلك لم يكن لاختصاص التفرقة بالوقف دون الوصل وجه، وقد تقدم أن الوقف عارض، فكيف تخص التفرقة به مع أن التاء اللاحقة للفعل لا تدل على تأنيث الفعل، وإنما تدل على تأنيث الإسم المرفوع بذلك الفعل، فظهر أن القول الأول أظهر، ثم إن الهاء لم تثبت علامة للتأنيث في غير هذا
(١) وقبله قد تبلت فؤاده وشغفت.
(٢) وهي: الترس إِذا كان من جلود ليس فيه خشب، ولا عقب. لسان العرب ج ٢ ص ٧٨٧.
(٣) وهو أبو النجم العجلي الفضل بن قدامة، أحد الرجاز الإسلاميين المتقدمين، من الطبقة الأولى الجزانة ١/ ١٠٣، والشعر والشعراء ٢/ ٦٠٣.
(٤) انظر شرح شواهد الشافية لعبد القادر البغدادي ص ٢١٨، ومجالس ثعلب ص ٢٧٠ والخصائص لإبن جنى ١/ ٣٠٤، والتصريح على التوضيح ٢/ ٣٤٤ والأشموني ٤/ ٢١٤ وهمع الهوامع للسيوطي ٥/ ٣٤١، والضرائر لإبن عصفور ص ٢٣٢ واللسان ج ١٥ ص ٤٧٢.
(٥) في الأصل (غلضمة) وهو تصحيف، والصواب ما أثبته كما في باقي النسخ.


الصفحة التالية
Icon