وله كتاب سراج الهدى في القرآن ومشكله وإعرابه ومعانيه، ومصنفات أخرى في الأدب (١) وتأتي ترجمته إن شاء الله تعالى، وكثرت في ذلك الوقت قصور الرباط التي بدأ إنشاؤها بقصر المنستير على يد هرثمة بن أعين سنة ١٨٠ هـ، وكانت مع مهمتها الجهادية مراكز تعليمية هامة (٢).
كما تولى قضاء صقلية أحد تلامذة سحنون، وهو سليمان بن سالم المحدث الفقيه المفسر وبث فيها علما كثيرا، ونشر مذهب الإمام مالك فيها (٣).
وتكثفت رحلة الأندلسيين إلى إفريقية ومنهم: بقي بن مخلد صاحب التفسير والمسند اللذين لانظير لهما، وقد سمع من كبار محدثي المشرق، كالإمام أحمد وابن معين ولا شك أنه قد استفاد من مرويات الإمام أحمد في تفسيره (٤).
وكانت منازل العلماء من المراكز العلمية التي ساهمت في نشر العلم، فكان للإمام سحنون حلقة عظيمة في داره، وكان لمحمد بن يحيى بن سلام المفسر مثلها، وكان عيسى بن مسكين يحدث بكتب ابن وهب في منزله (٥).
ورحل يوسف بن يحيى المغامي القرطبي نزيل القيروان إلى اليمن وسمع بها من إسحق بن إبراهيم الدبري صاحب عبد الرزاق وراوي مصنفه ومعلوم أن عبد الرزاق له تفسير مسند ولا يستبعد أن يكون يوسف سمعه أيضا من إسحق (٦).
وأيضا رحل محمد بن عبد الله الأنصاري ابن أبي منظور قاضي قيروان إلى صنعاء، فسمع بها من الدبري مصنف عبد الرزاق (٧).
وقد حدث سحنون بكتب ابن وهب كلها في قصر زياد، عندما خرج إليه فرارا من محنة القول
_________
(١) البيان المغرب ١/ ١٣٤.
(٢) انظر البيان المغرب ١/ ٨٩، المعالم ٢/ ١٩٦، ورقات ٢/ ٩١، الفرق الإسلامية ص: ١٠٠.
(٣) انظر طبقات الخشني ١٤٧، المعالم ٢/ ٢٠٦، الحلل السندسية ٣/ ٧٧٥، الشجرة ١/ ٧١.
(٤) انظر تاريخ ابن الفرضي ١/ ١٠٧، جذوة المقتبس ١٦٧، طبقات المفسرين للسيوطي ٤٠، سير أعلام النبلاء ١٣/ ٢٨٥، الصلة ١/ ١١٦.
(٥) انظر الرياض ١/ ٣٦٥، المدارك ٣/ ٣٣٥، المكتبة الأثرية ٣٤.
(٦) انظر الديباج ٣٥٦، الشجرة ١/ ٧٦، الأنساب ١١/ ٤١٨، تاريخ ابن الفرضي ٢/ ٢٠١.
(٧) انظر طبقات الخشني ١٧٣، الرياض ٢/ ٣٥٧، المدارك ٣/ ٣٣٩، تكملة الصلة ١/ ٣٦٣.