ينتمي العبيديون (١) إلى الطائفة الإسماعيلية من الرافضة، وهم القائلون بإمامة
إسماعيل بعد أبيه جعفر الصادق رغم اتفاق أهل التاريخ على وفاة إسماعيل في حياة أبيه، ويعتبرون أن عبيد الله صاحب إفريقية رابع أئمتهم المستورين (٢).
ويلقبون بالباطنية (٣) والرافضة ويسمون الملاحدة، لما في مقالاتهم من الإلحاد، كما سموا بالمشارقة لقدومهم من المشرق (٤) وينتسب عبيد الله أول ملوك هذه الطائفة إلى آل البيت زورا وبهتانا، فالصحيح أنه دعي في نسبه، وأنه من ولد عبد الله بن ميمون القداح (٥)، وقد كانت هذه الحقيقة شائعة في أول أمرهم بإفريقية ومصر والحرمين (٦) بما لايدع مجالا للشك واللبس.
أما عن دعوتهم في المغرب فإنه لما وقعت مطاردة الروافض في المشرق أخذوا يبثون دعاتهم في الأمصار البعيدة عن يد الخلافة، فكلفوا بأمر المغرب
_________
(١) نسبة إلى عبيد الله الذي لقب نفسه بالمهدي، أول ملوك الرافضة بإفريقية.
(٢) انظر العبر ٤/ ٣٠.
(٣) الفرق بين الفرق ٦٣.
(٤) رسالة افتتاح الدعوة ٩٣.
(٥) أحد كبار مؤسسي الفكر الباطني، انظر: الفرق بين الفرق ٢٢.
(٦) انظر: الكامل في التاريخ ٧/ ٢٦٣، البيان المغرب ١/ ٢٨٢، وراجع عن بيان كذبهم في الانتساب إلى آل البيت: المنار المنيف ١٥٣، سير أعلام النبلاء ٥/ ١٨٤، الإعلان بالتوبيخ ٨، البداية والنهاية ١١/ ١٧٩، النجوم الزاهرة ٤/ ٧٥، وصنف أبو بكر الباقلاني كتابا سماه (كشف الأسرار وهتك الأستار) فضح فيه ادعاءهم، كما ألف في ذلك بعض الشيعة المعاصرين لهم، انظر اتعاظ الحنفاء ٢٢.