أخبر أن اللام التي بعد (ما) تفصل عن الكلمة التي بعدها في أربعة مواضع:
الأول: ﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ﴾ [الفرقان: ٧].
الثاني: ﴿وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِر﴾ [الكهف: ٤٩].
الثالث: ﴿فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ﴾ [المعارج: ٣٦].
الرابع: ﴿فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً﴾ [النساء: ٧٨].
قال الحصري: "وحينئذ يجوز للقارئ أن يقف على (ما) أو على (اللام) عند ضيق نفسه أو امتحان أو نحو ذلك، ولكن لا يجوز الابتداء باللام ولا بهؤلاء ولا بالذين، بل يتعين الابتداء بـ (ما) " (١). اهـ.
وأضاف محقق الكتاب قائلاً: أو بـ (فما) في النساء والمعارج (٢). اهـ.
أما عن كلمة تحين في قوله تعالى: ﴿وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ﴾ [ص: ٣].
قال الحصري (٣): "اختلف في قطع التاء عن كلمة (حين)، ووصلها بها، والصحيح قطعها عنها، وأن (ولات) كلمة مستقلة، و (حين) كلمة أخرى. و (لا) في (ولات) نافية، دخلت عليها التاء علامة على تأنيث الكلمة - كما دخلت على رب وثم؛ للدلالة على تأنيث الكلمتين - وعلى هذا يصح الوقف على التاء عند الامتحان أو في مقام التعليم، أو عند ضيق النفس أو نحو ذلك، ولكن لا يصح الوقف عليه اختيارًا والابتداء بكلمة (حين) بل يجب الابتداء بكلمة (ولات).
وقيل: إن التاء توصل بكلمة (حين) هكذا: (ولا تحين مناص) وعلى
_________
(١) أحكام التلاوة للحصري، ص: ٢٨٤.
(٢) السابق، ص: ٢٨٤.
(٣) المرجع السابق، ص: ٢٨٥.