واعلم أن الروم لا يكون إلا في آخر الكلمة، أما الإشمام فيكون في آخرها، ويكون في الوسط في كلمة (تأمنَّا) بيوسف.
واعلم أن الكلمة الساكنة سكونًا أصليًا في حالة الوصل مثل: كلمة (يلد) أو (يولد) في قوله تعالى: ﴿لم يلد ولم يولد﴾، فلا يوقف عليها إلا بالسكون.
فائدة:
قال العلامة الموصلي (١): "إن الروم باعتباره صوتًا ضعيفًا، يمكن تحققه مع ضم الشفتين وكسرهما، فلهذا جاز دخوله على المرفوع والمضموم والمجرور والمكسور، بخلاف الإشمام، فلا يجوز دخوله على المجرور والمكسور لأنه عبارة عن ضم الشفتين، ولا يتأتى ضم الشفتين مع كسرهما". اهـ.
فائدة الوقف بالروم والإشمام:
قال العلامة ابن الجزري (٢): "فائدة الإشارة في الوقف بالروم والإشمام: هي بيان الحركة التي تثبت في الوصل للحرف الموقوف عليه، ليظهر للسامع أو للناظر كيف تلك الحركة الموقوف عليها.
وهذا التعليل يقتضي استحسان الوقف بالإشارة إذا كان بحضرة القارئ من يسمع قراءته، أما إذا لم يكن بحضرته أحدٌ يسمع تلاوته فلا يتأكد الوقف إذ ذاك بالروم والإشمام؛ لأنه غير محتاج أن يبين لنفسه، وعند حضور الغير يتأكد ذلك ليحصل البيان للسامع، فإن كان السامع عالمًا بذلك علم بصحة عمل القارئ، وإن كان غير عالم كان في ذلك تنبيه له ليعلم حكم ذلك الحرف الموقوف عليه كيف هو في الوصل، وإن كان
_________
(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٢٣٦ (بتصرف).
(٢) النشر (٢/ ١٢٥)، وانظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٢٣٦.