الاستعاذة
الاستعاذة لغة: الاستجارة، والتحيز إلى الشيء، على معنى الامتناع به من المكروه، يقال: عذت بفلان واستعذت به، أي: لجأت إليه، وهو عياذي: أي ملجئي، ويقال: (عَوْذٌ بالله منك) أي: أعوذ بالله منك (١).
واصطلاحًا: أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بصورة من الصور الواردة عن أئمة القراءة.
حكم الاستعاذة:
ذهب جمهور العلماء إلى أنها مستحبة، وذهب بعض العلماء إلى وجوبها في صدر كل قراءة لقول الله عز وجل: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل: ٩٨].
واعلم أن الاستعاذة ليست آية من القرآن بإجماع العلماء، ولكن الأصل عدم تركها عند بداية القراءة بدون سبب.
قال الحصري (٢): "وحكم الاستعاذة من حيث الإخفاء، والجهر أنه يستحب إخفاؤها في الحالات التالية:
الأولى: إذا كان القارئ يقرأ سرًا.
الثانية: إذا كان يقرأ جهرًا وكان خاليًا - أي منفردًا -.
الثالثة: إذا كان يقرأ في الصلاة مطلقًا، سواء كان إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا، وسواء كانت الصلاة سرية، أم جهرية.
الرابعة: إذا كان يقرأ وسط جماعة يتدارسون القرآن، كأن يكون في
_________
(١) انظر: تفسير القرطبي، ص: ٧٨، ط. الريان.
(٢) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٣٣٢ (بتصرف).


الصفحة التالية
Icon