مقرأة، ولم يكن هو المبتدئ بالقراءة، فحينئذٍ يُخفي الاستعاذة؛ لتتصل القراءة، ولا يتخللها أجنبي (إذ الاستعاذة ليست من القرآن بالإجماع).
ويُستحب الجهر بالاستعاذة إذا كان القارئ يقرأ جهرًا، وكان هناك من يستمع لقراءته، وفي حال المدارسة ويكون هو المبتدئ بالقراءة".
فضل الاستعاذة (١):
روى مسلم عن سليمان بن صُرَد قال: استبَّ رجلان عند النبي - ﷺ - فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه وتنتفخ أوداجه، فنظر إليه النبي - ﷺ - فقال: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))، فقام إلى الرجل رجل سمع النبي - ﷺ -، فقال: هل تدري ما قال رسول الله - ﷺ - آنفًا؟ قال: ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم))، فقال له الرجل: أمجنونًا تراني! أخرجه البخاري أيضًا.
وروى مسلمٌ أيضًا عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه أتى النبي - ﷺ -، فقال: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي، وقراءتي يلبسها علي. فقال له رسول الله - ﷺ -: ((ذاك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل عن يسارك ثلاثًا)) قال: ففعلت فأذهبه الله عني.
فائدة:
إذا انقطع القارئ عن قراءته بشيء في مصلحة القراءة مثل: تصحيح المعلم له، أو توضيح معنىً معينًا، فليس عليه أن يستعيذ مرة أخرى، أما إذا كان سبب الانقطاع شيء غير مصلحة القراءة، فإنه يأتي بالاستعاذة مرة أخرى، والله أعلى وأعلم.
فائدة:
يجوز في الاستعاذة أن تقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"،
_________
(١) انظر: تفسير القرطبي (١/ ٧٧).