وجملة أنّ في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي رأى؛ لأنّ رأى هنا بمعنى علم، تقديره: ألم يروا عدم تكليمه إياهم، وعدم هدايته إياهم سبيلا ﴿اتَّخَذُوهُ﴾: فعل وفاعل ومفعول أول، والثاني محذوف تقديره: اتخذوه إلها، والجملة توكيد لفظي لـ ﴿اتَّخَذَ﴾ الأول لا محل لها من الإعراب، ﴿وَكانُوا ظالِمِينَ﴾: فعل ناقص واسمه وخبره، والجملة مستأنفة، وقال ابن عطية: يحتمل كونها حالا من فاعل ﴿اتَّخَذُوهُ﴾ انتهى.
﴿وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (١٤٩)﴾.
﴿وَلَمَّا﴾ الواو: استئنافية، ﴿لَمَّا﴾: حرف شرط غير جازم ﴿سُقِطَ﴾: فعل ماض مغير الصيغة ﴿فِي أَيْدِيهِمْ﴾: جار ومجرور في محل الرفع نائب فاعل، وأصله سقطت أفواههم على أيديهم، ففي بمعنى على، والجملة فعل شرط لـ ﴿لَمَّا﴾ لا محل لها من الإعراب، ﴿وَرَأَوْا﴾: فعل وفاعل معطوف على ﴿سُقِطَ﴾، ﴿أَنَّهُمْ﴾ ناصب واسمه، وجملة ﴿قَدْ ضَلُّوا﴾ في محل الرفع خبر ﴿أن﴾، وجملة ﴿أن﴾ في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي رأى تقديره: ورأوا ضلالهم، ﴿قالُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة جواب ﴿لَمَّا﴾، وجملة ﴿لَمَّا﴾ من فعل شرطها وجوابها مستأنفة، ﴿لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا﴾ إلى آخر الآية: مقول محكي، وإن شئت قلت: لَئِنْ، ﴿اللام﴾: موطئة للقسم المحذوف، ﴿إن﴾: حرف شرط جازم، ﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم، ﴿يَرْحَمْنا﴾: فعل ومفعول مجزوم بـ ﴿لَئِنْ﴾، ﴿رَبُّنا﴾: فاعل، والجملة الفعلية في محل الجزم، بـ ﴿إن﴾ على كونها فعل شرط لها، ﴿وَيَغْفِرْ لَنا﴾ معطوف على ﴿يَرْحَمْنا﴾، وجواب ﴿إن﴾ الشرطية محذوف دل عليه جواب القسم الآتي تقديره: إن لم يرحمنا نكن من الخاسرين، وجملة ﴿إن﴾ الشرطية في محل النصب مقول ﴿قالُوا﴾، ﴿لَنَكُونَنَّ﴾ ﴿اللام﴾: موطئة للقسم، مؤكدة للأولى، زيدت إشعارا بأنّ ما بعدها جواب القسم لا جواب الشرط، لتقدم القسم عليه، ﴿نكونن﴾ فعل مضارع ناقص في محل الرفع لتجرده عن الناصب والجازم، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، واسمها ضمير يعود على المتخذين عجلا، ﴿مِنَ الْخاسِرِينَ﴾: جار ومجرور خبر نكون، وجملة نكون جواب القسم لا محل