مُعْجِزِي اللَّهِ}؛ أي: لا تفوتونه بالهرب والتحصن ﴿مُخْزِي الْكَافِرِينَ﴾ والخزي: الذل والفضيحة بما فيه عار ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ﴾ والأذان: الإعلام بما ينبغي أن يعلم ﴿يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾ هو يوم النحر الذي تنتهي فيه فرائض الحج، ويجتمع فيه الناس لإتمام مناسكهم.
﴿ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا﴾؛ أي: من شروط الميثاق، فلم يقتلوا أحدًا منكم ولم يضروكم ﴿وَلَمْ يُظَاهِرُوا﴾؛ أي: لم يعاونوا ﴿فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ﴾ انسلاخ الشهر: تكامله جزءًا فجزءًا إلى أن ينقضي، كانسلاخ الجلد عما يحويه، شبه خروج المتزمن عن زمانه بانفصال المتمكن عن مكانه، وأصله: الانسلاخ الواقع بين الحيوان وجلده فأستعير لانقضاء الشهر، يقال: سلخت الشهر، تسلخه سلخًا وسلوخًا، بمعنى: خرجت منه، ويقال: سلخت المرأة درعها نزعته قال تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ﴾.
والحُرُم: واحدها حرام، وهي الأشهر التي حرم الله فيها قتالهم في الأذان والتبليغ بقوله: ﴿فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾. ﴿وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ﴾ والمرصد: الموضع الذي يرقب فيه العدو، يقال: رصدت فلانًا، أرصده إذا ترقبته؛ أي: أقعدوا لهم على كل مرصد، قال أبو حيان (١) المرصد: مفعل من رصد يرصد، من باب قتل، يكون مصدرًا وزمانًا ومكانًا، وقال عامر بن الطفيل:

وَلَقَدْ عَلِمْت وَمَا أَخَالُكَ نَاسِيًا أَنَّ الْمَنِيَّةَ لِلْفَتَى بِالْمَرْصِدِ
﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ﴾ يقال: استجاره إذا طلب جواره؛ أي: حمايته وأمانه، وقد كان من عادات العرب حماية الجار والدفاع عنه، حتى يسمون النصير جارًا ﴿فَأَجِرْهُ﴾؛ أي: أمنه ﴿مَأْمَنَهُ﴾؛ أي: مسكنه الذي يأمن فيه على نفسه، وهو دار قومه ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ﴾؛ أي: ما الإِسلام وما حقيقته، فلا بد من إعطاء الأمان حتى يفهموا الحق ولا يبقى لم معذرة.
﴿وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ﴾ يقال: ظهر عليه، إذا غلبه وظفر به ﴿لَا يَرْقُبُوا﴾
(١) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon