الطلب بحثٍّ وإزعاج، فالمعنى: قاتلوا قومًا... إلخ.
ومنها: ذكر اسم الجلالة مكان الضمير في قوله: ﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ لتربية المهابة وإدخال الروعة في القلب.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: ﴿وَهُمْ بَدَءُوكُمْ﴾؛ أي: بالقتال؛ لأنه مجاز عن إعانتهم لبني بكر على خزاعة قال أبو السعود: الإعانة على القتال بإعطاء السلاح تسمى قتالًا مجازًا اهـ.
ومنها: الاستفهام الإنكاري في قوله: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ﴾ وفي قوله ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا﴾.
ومنها: الالتفات في قوله: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾؛ لأنه كلام مستأنف، خوطب به المشركون التفاتًا من الغيبة في قوله: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾ وفيه أيضًا مجاز الحذف؛ لأنه على تقدير؛ أجعلتم أهل سقاية الحاج كما مر.
ومنها: طباق السلب في قوله: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ﴾ وهو الجمع بين فعلين من نوع واحد، أحدهما منفي والآخر مثبت؛ لأن الأول هنا في قوة المنفي لدخول همزة الاستفهام الإنكاري عليه.
ومنها: مقابلة الجمع بالجمع في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾؛ لأن المراد النهي لكل فرد من أفراد المخاطبين عن موالاة فرد من أفراد المشركين، بقضية مقابلة الجمع بالجمع الموجبة لانقسام الآحاد إلى الآحاد، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ﴾.
ومنها: مراعاة اللفظ تارةً والمعنى أخرى في قوله: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ﴾ فيه مراعاة لفظ (من) وقوله: ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ فيه مراعاة معناها.
ومنها: المزاوجة في قوله: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ...﴾ إلى آخر الآية وهي أن يزواج؛ أي: يقارن بين أمرين فأكثر في الشرط والجزاء.


الصفحة التالية
Icon