وقال (١) في "المصباح": رجوته أملته أو أردته، قال تعالى ﴿لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا﴾؛ أي: لا يريدونه. ويستعمل بمعنى، الخوف؛ لأن الراجي يخاف أن لا يدرك ما يرجوه. وقيل: الرَّجاء مجرد التوقع الذي يشمل ما يسر وما يسوء. واللقاء: الاستقبال والمواجهة ﴿واطمأنوا﴾ والاطمئنان سكون النفس إلى الشيء وارتياحها به ﴿مَأْوَاهُمُ النَّارُ﴾ والمأوى: الملجأ الذي يأوي إليه المتعب، أو الخائف، أو المحتاج من مكان آمن، أو إنسان نافع. وقد أطلق على الجنة في ثلاث آيات، وعلى النار في بضع عشرة آية. ﴿دَعْوَاهُمْ﴾ والدعوى، مصدر بمعنى الدعاء، وهو للناس النداء، والطلب المعتاد بينهم في دائرة الأسباب المسخرة لهم، ولله هو دعاؤه وسؤاله، والرغبة فيما عنده مع الشعور بالحاجة إليه، والضراعة له فيما لا يقدر عليه أحد من خلقه، من دفع ضر أو جلب نفع ﴿سُبْحَانَكَ﴾؛ أي: تنزيهًا لك وتقديسًا، وهو اسم مصدر، لسبح تسبيحًا.
﴿وَتَحِيَّتُهُمْ﴾ والتحية: التكرمة بقولهم: حياك الله؛ أي: أطال عمرك وحياتك. وفي "الفتوحات" التحية: التكرمة بالحالة الجليلة، أصلها: أحياك الله حياة طيبة؛ أي: ما يحيي به بعضهم بعضًا، فعلى هذا فهو مصدر مضاف لفاعله، أو تحية الملائكة إياهم كما في قوله: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾ أو تحية الله لهم، كما في قوله: ﴿سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (٥٨)﴾ وعلى هذين الأخيرين، فهو مصدر مضاف لمفعوله كما في "الشهاب" ﴿سَلَامٌ﴾؛ أي سلامة من كل مكروه ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ﴾ عجل يعجل تعجيلًا، من باب فعل الرباعي، والاستعجال: مصدر استعجل السداسي، وتعجيل الشيء تقديمه على أوانه المقدر له، أو الموعود به. والاستعجال به طلب التعجيل له. والعجلة من غرائز الإنسان، كما قال تعالى: ﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾ فاستعجاله بالخير لشدة حرصه على منافعه وقلة صبره عنها، واستعجاله بالضر لا يكون من دأبه، بل بسبب عارض كالغضب والجهل والعناد والاستهزاء والتعجيز، أو للنجاة مما هو شر منه وقال الزمخشري (٢): أصله: ولو يعجل الله
(٢) الفتوحات.