﴿الآن﴾ بهمزتين الأولى: همزة الاستفهام، والثانية: همزة أل المعرفة، وإذا اجتمع هاتان الهمزتان.. وجب في الثانية أحد أمرين: تسهيلها من غير ألف بينها وبين الأولى، وإبدالها مدًّا بقدر ثلاث ألفات على حد قول ابن مالك:
وَايْمُنُ هَمْزِ أَلْ كَذَا ويُبْدَلُ | مَدًّا فِي الاسْتِفْهَامِ أَوْ يُسَهَّلُ |
﴿وَيَسْتَنْبِئُونَكَ﴾ وأصل يستنبئونك (١): أن يتعدى إلى واحد بنفسه، وإلى الآخر بحرف الجر، تقول: استنبأت زيدًا عن عمرو، أي: طلبت منه أن يخبرني عن عمرو، فاستفعل هنا للطلب، والمفعول الأول كاف الخطاب، والمفعول الثاني، الجملة من قوله: ﴿أَحَقٌّ هُوَ﴾ على سبيل التعليق، كما مر في مبحث الإعراب. ﴿قُلْ إِي وَرَبِّي﴾ و ﴿إي﴾ من حروف الجواب بمعنى: نعم، لكن لا يجاب بها إلا مع القسم خاصة، ذكره: أبو السعود.
﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾ وإسرار الحديث؛ خفض الصوت به، وإسرار الشيء: إخفاؤه وكتمانه. وفي "السمين": ﴿وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ﴾ قيل: أسر من الأضداد، يستعمل بمعنى أظهر، ويستعمل بمعنى: أخفى، وهو المشهور في اللغة كقوله: ﴿يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ وهو في الآية يحتمل الوجهين، وقيل: إنه ماض على بابه قد وقع، وقيل: بل هو بمعنى: المستقبل اهـ.
والندم والندامة (٢): ما يجده الإنسان في نفسه من الألم والحسرة، عقب كل فعل يظهر له ضرره، وقد يجهر به بالكلام، كما قال تعالى: ﴿يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ﴾ أو يخفيه ويكتمه حين لا يجد فائدةً من إعلانه، أو اتقاءً للشماتة أو
(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.
(٢) المراغي.