الإهانة. وقيل: معنى أسروا الندامة: وجدوا ألم الحسرة في قلوبهم؛ لأن الندامة لا يمكن إظهارها، ومنه قول كثيّر:
فَأَسْرَرْتُ النَّدَامَةَ يَوْمَ نَادَى | برَدِّ جِمَالِ عَاصِرَةَ الْمُنَادِيْ |
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستعارة اللطيفة في قوله: ﴿بَيْنَ يَدَيْهِ﴾؛ لأنه كناية عما سبقه من التوراة والإنجيل، فإنهما بشرتا به.
ومنها: إطلاق المصدر بمعنى اسم الفاعل في قوله: ﴿وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ﴾.
ومنها: الاستفهام الإنكاري في قوله: ﴿أفأنت تسمع اَلْصُّمَّ﴾ وقوله: ﴿أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ﴾.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأنه شبه الكافرين بمن ليس له حاسة السمع، ولا حاسة البصر، بجامع عدم الاهتداء في كل إلى المقصود.
ومنها: طباق السلب في قوله: ﴿مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ﴾ و ﴿مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ﴾.
ومنها: المقابلة في قوله: ﴿لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ وفيه أيضًا جناس الاشتقاق بين: ﴿عَمَلِي﴾ و ﴿أَعْمَلُ﴾، وكذا فيما بعده.
ومنها: الطباق بين ﴿ضرًّا﴾ ﴿ونفعا﴾ في قوله: ﴿ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ وبين ﴿بَيَاتًا﴾ و ﴿نَهَارًا﴾ وبين ﴿يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ وبين ﴿يَسْتَقْدِمُونَ﴾ و ﴿يَسْتَأْخِرُونَ﴾.