النصب مقول القول. ﴿قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ﴾ ﴿قَدْ﴾: حرف تحقيق. ﴿نَبَّأَنَا اللَّهُ﴾: فعل ومفعول أول وفاعل. ﴿مِنْ أَخْبَارِكُمْ﴾: مفعول ثانٍ، والجملة في محل النصب مقول القول. وفي "الفتوحات" قوله: ﴿قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ﴾، فيه وجهان:
أحدهما: أنها المتعدية إلى مفعولين، أحدهما ضمير التكلم.
والثاني: قوله من أخباركم، وعلى هذا، ففي ﴿مِنْ﴾ وجهان:
أحدهما: أنها غير زائدة، والتقدير: قد نبأنا الله أخبارًا من أخباركم، أو جملة من أخباركم، فهو في الحقيقة صفة للمفعول المحذوف.
والثاني: أن ﴿مِنْ﴾ زائدة عند الأخفش، ؛ لأنه لا يشترط فيها شيئًا. والتقدير: قد نبأنا الله أخباركم.
الوجه الثاني: من الوجهين الأولين: أنها متعدية لثلاثة، كأعلم، فالأول والثاني ما تقدم، والثالث محذوف؛ اختصارًا للعلم به، والتقدير: نبأنا الله من أخباركم كذبًا ونحوه اهـ "سمين".
﴿وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾: فعل وفاعل ومفعول أول، والثاني محذوف تقديره: واقعًا، والجملة معطوفة على ما قبلها على كونها مقولًا لـ ﴿قُل﴾ ﴿وَرَسُولُه﴾: معطوف على الجلالة.
﴿ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف وترتيب ﴿تُرَدُّونَ﴾: فعل ونائب ﴿إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ﴾: جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلق بـ ﴿تُرَدُّونَ﴾ ﴿وَالشَّهَادَةِ﴾ معطوف على الغيب، والجملة الفعلية معطوفة على جملة ﴿سيرى﴾ على كونها، مقولا لـ ﴿قُلْ﴾ ﴿فينبئكم﴾ ﴿الفاء﴾: عاطفة ﴿ينبئكم﴾: فعل ومفعول أول، وفاعله ضمير، يعود على الله ﴿بِمَا﴾: جار ومجرور، في محل المفعول الثاني، والجملة، معطوفة على جملة تردون ﴿كُنْتُمْ﴾: فعل ناقص، واسمه. وجملة ﴿تَعْمَلُونَ﴾: خبره، وجملة ﴿كان﴾ صلة لـ ﴿ما﴾ إن قلنا: ﴿ما﴾ موصولة، والعائد محذوف تقديره: بما كنتم تعملونه، أو صلة ﴿ما﴾ المصدرية إن قلنا: ﴿ما﴾ مصدرية تقديره: بعملكم.