أي: هذا كتاب وكذا على تقدير أن ﴿الر﴾ لا محل له. ويجوز أن يكون ﴿الر﴾ في محل نصب بتقدير فعل يناسب المقام، نحو: اذكر أو اقرأ فيكون ﴿كِتَابٌ﴾ على هذا الوجه خبر مبتدإِ محذوف، تقديره: هذا كتاب والإشارة في المبتدأ المقدر، إما إلى بعض القرآن، أو إلى مجموع القرآن، والجملة من المبتدأ المقدر وخبره مستأنفة. ﴿أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ﴾ فعل ونائب فاعل، والجملة في محل الرفع صفة لـ ﴿كِتَابٌ﴾. ﴿ثم﴾ حرف عطف. ﴿فُصِّلَتْ﴾: فعل ماض مغير الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على ﴿آيَاتُهُ﴾ والجملة في محل الرفع معطوفة على جملة ﴿أُحْكِمَتْ﴾ على كونها صفة لـ ﴿كِتَابٌ﴾. ﴿مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ﴾ جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ ﴿فُصِّلَتْ﴾ أو هو من باب التنازع، أو صفة ثانية لـ ﴿كِتَابٌ﴾ أو خبر ثان للمبتدأ المحذوف. ﴿خَبِيرٍ﴾ صفة ﴿حَكِيمٍ﴾.
﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾.
﴿أَن﴾: مصدرية. ﴿لَّا﴾ ناهية ﴿تَعْبُدُوا﴾ فعل وفاعل مجزوم بـ ﴿لَّا﴾ الناهية. ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء مفرغ. ﴿اللَّهَ﴾: مفعول به منصوب، والجملة الفعلية في محل النصب بـ ﴿أَن﴾ المصدرية وجملة ﴿أَن﴾ المصدرية في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، تقديره: فصلت آياته لترك عبادة غير الله تعالى، أو فصلت بترك عبادة غير الله، ويجوز أن تكون ﴿أَن﴾ تفسيرية؛ لأن في تفصيل الكتاب معنى القول، فكأنه قيل: قال لا تعبدوا إلا الله، أو أمركم أن لا تعبدوا، إلخ وهذا أظهر الأوجه الجارية فيها؛ لأنه لا يحتاج إلى إضمار ذكره في "الفتوحات" ﴿إِنَّنِي﴾ ﴿إنَّ﴾ حرف نصب والنون نون الوقاية؛ لأنها تقي حركة بناء الحرف والياء ضمير المتكلم اسمها. ﴿لَكُمْ﴾: جار ومجرور متعلق بكل من ﴿نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾ ﴿مِنْهُ﴾: جار ومجرور حال منهما؛ لأنه صفة نكرة قدمت عليها. ﴿نَذِيرٌ﴾ خبر ﴿إنَّ﴾. ﴿وَبَشِيرٌ﴾ معطوف عليه وجملة ﴿إنَّ﴾ مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.
﴿وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣)﴾.


الصفحة التالية
Icon