قبلها: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ﴾، ثم ذكر قوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا﴾، ثم قوله: ﴿وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾، فناسب هذه قوله في هذه السورة: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ﴾ وأيضًا، فإنهم لما قالوا في السورة السابقة على سبيل الاقتراح: ﴿لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ﴾، وقيل له: ﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾.. أنزل في هذه السورة: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ﴾؛ وهي الضلال. ﴿إِلَى النُّور﴾: وهو الهدى.
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا﴾... الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها (١): أن الله سبحانه وتعالى لما بين أنه أرسل نبيه محمدًا - ﷺ - إلى الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وأن في هذا الإرسال نعمة له ولقومه.. أتبع ذلك بذكر قصص بعض الأنبياء، وتفصيل ما لاقوه من أقوامهم من شديد الأذى والتمرد والعناد؛ لما في ذلك من التسلية له وجميل التأسي بهم، وبيان أن المقصود من بعثة الرسل واحد: وهو إخراج الخلق من ظلمات الضلالات إلى أنوار الهدايات.
قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ...﴾ الآية، مناسبتها لما قبلها: أنه (٢) لما تقدم أمره تعالى لموسى بالتذكير بأيام الله.. ذكرهم بما أنعم تعالى عليهم من نجاتهم من آل فرعون، وفي ضمنها تعداد شيء مما جرى عليهم من نقم الله تعالى.
قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ﴾... الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر ما ذكر به موسى قومه بما أولاهم به من نعمة، ورفع عنهم من نقمة، ثم ذكر وعده تعالى بالزيادة لمن شكر ووعيده بالعذاب لمن كفر، ثم حذرهم بأن الكفران لا يضير ربهم، وأنه غني عن حمدهم، وحمد من في الأرض جميعًا، يذكرهم بأيام الله فيمن قبلهم من الأمم السالفة والأجيال البائدة بأسلوب طلبي ومقال

(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon