﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ وفي "القاموس": وأيام الله نعمه، ويوم أيْوَم شديد وآخر يوم في الشهر. اهـ. وفي "المختار": وربما عبروا عن الشدة باليوم. اهـ. ويقال: أيام الله وقائعه في الأمم السابقة، ويقال: فلان عالم بأيام العرب؛ أي: بحروبها وملاحمها.
﴿يَسُومُونَكُمْ﴾؛ أي: يذيقونكم ويكلفونكم. وفي "بحر العلوم": ﴿يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ﴾ من سام السلعة إذا طلبها، والمعنى: يذيقونكم أو يبغونكم شدة العذاب، ويريدونكم عليه، والسوء مصدر ساء يسوء: وهو اسم جامع للآفات كما في "التبيان"، والمراد: جنس العذاب السيء، أو استعبادهم واستعمالهم في الأعمال الشاقة، والاستهانة بهم وغير ذلك مما لا يحصر.
﴿بَلَاءٌ﴾؛ أي: ابتلاء واختبار.
﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ﴾؛ أي: آذن وأعلم، وتأذن بمعنى آذن، كوعد بمعنى أوعد، غير أنه أبلغ؛ لما في التفعل من التكلف والمبالغة. اهـ. "بيضاوي".
﴿إِنَّا كَفَرْنَا﴾ إن مخففة من الثقيلة، وأدغمت نونها في نون نا الذي هو اسمها، ويصح أن تكون المشددة، فلما اتصلت، بنون الضمير اجتمع ثلاثة أمثال، فحذفت واحدة منهن لتوالي الأمثال، والمحذوف إما الثانية من نوني إن المشددة، وإما نون الضمير، وكذا يقال في قوله: ﴿وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ﴾.
﴿مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، والواو فاعل، فهو مسند لواو الجماعة، ونا مفعول به، وهذا بخلاف ما في سورة هود من قوله: ﴿مِمَّا تَدْعُونَنَا﴾ فإن ذلك مسند لمفرد: وهو ضمير صالح عليه السلام، فهو مرفوع بضمة مقدرة على الواو، منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير يعود على صالح تقديره: أنت، ونا: مفعول به اهـ. شيخنا.
﴿مُرِيبٍ﴾؛ أي: موقع في الريبة، وهي اضطراب النفس وعدم اطمئنانها بالأمر، يقال: أربته إذا فعلت أمرًا أوجب ريبةً وشكًّا.