يهطع إهطاعًا إذا أسرع. وقيل: المهطع الذي ينظر في ذل وخشوع، ومنه قول الشاعر:
بِدَجْلَةَ دَارُهُمْ وَلَقَدْ أرَاهُمْ | بِدَجْلَةَ مُهْطِعِيْنَ إِلَى السَّمَاءِ |
﴿مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ﴾؛ أي: رافعيها مع الإقبال بأبصارهم إلى ما بين أيديهم من غير التفات إلى شيء وإقناع الرأس رفعه وأقنع صوته إذا رفعه، والمعنى: أنهم يومئذ رافعون رؤوسهم إلى السماء ينظرون إليها نظر فزع وذل ولا ينظر بعضهم إلى بعض. وقيل: إن إقناع الرأس نكسه. وقيل: يقال أقنع إذا رفع رأسه وأقنع إذا طأطأ ذلة وخضوعًا، والآية محتملة للوجهين. قال المبرد: والقول الأول أعرف في اللغة. قال الشاعر:
أنْغَضَ نَحْوِيْ رَأسَهُ وَأقْنَعَا | كَأَنَّمَا أبْصَرَ شَيْئًا أَطْمَعَا |
﴿لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ﴾؛ أي: لا ترجع إليهم أبصارهم، وأصل الطرف تحريك الأجفان، وسميت العين طرفًا؛ لأنه يكون بها، ومن إطلاق الطرف على العين قول عنترة:
وَأَغُضُّ طَرْفِيْ مَا بَدَتْ لِيْ جَارَتِي | حَتَّى يُوَارِي جَارتِيْ مَأوَاهَا |
(١) الفتوحات.