ابن فلان حتى عد تسعةً، فأوحى الله تعالى إليه قل له: هم في النار، وأنت عاشرهم، وأنشد بعضهم:

وَلاَ تَمْشِ فَوْقَ الأرْضِ إلا تَوَاضُعًا فَكَمْ تَحْتَهَا قومٌ هُمُ مِنْكَ أَرفَعُ
فَإِنْ كُنْتَ في عِزٍّ وَحِرْزٍ وَرِفْعَةٍ فَكَمْ مَات مِنْ قَوْمٍ هُمُ مِنْكَ أَمْنَعُ
فعليك بالتواضع وعدم الفخر على أحدٍ، فإن التواضع باب من أبواب الجنة، والفخر باب من أبواب النار، واللازم فتح أبواب الجنان وسد أبواب النيران، وتحصيل الفقر المعنوي الذي لمس الفخر في الحقيقة إلا به، فإنه لا يليق المرء بدولة المعنى ورياسة الحال وسلطنة المقام إلا بتحلية ذاته بحلية التواضع وزينة الفناء، اللهم اجعلنا من أهل التواضع لا من أرباب التملق، واجعلنا من أصحاب التحقق بعد التخلق.
الإعراب
﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (٢)﴾.
﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ﴾: فعل وفاعل ومضاف إليه، والجملة مستأنفة ﴿فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾ ﴿الفاء﴾: حرف عطف وتفريع ﴿لاَ تَسْتَعْجِلُوهُ﴾: جازم وفعل وفاعل ومفعول، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها، ﴿سُبْحَانَهُ﴾: منصوب على المفعولية المطلقة بفعل محذوف وجوبًا، تقديره: أسبحه سبحانًا، أو سبحوه سبحانًا، والجملة مستأنفة، ﴿وَتَعَالَى﴾: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على ﴿اللَّهِ﴾، والجملة معطوفة على جملة التسبيح، ﴿عَمَّا﴾ ﴿عَنْ﴾: حرف جر، ﴿ما﴾ اسم موصول، أو موصوفة في محل الجر بـ ﴿عَنْ﴾، أو ﴿ما﴾ مصدرية، ﴿يُشْرِكُونَ﴾: فعل وفاعل، والجملة صلة لـ ﴿ما﴾ أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف، تقديره: عمَّا يشركونه به من الأصنام، أو صلةٌ ﴿ما﴾ المصدرية، تقديره: عن إشراكهم، الجار والمجرور متعلق بـ ﴿تَعَالَى﴾ أو بـ ﴿سُبْحَانَهُ﴾ على سبيل التنازع، ﴿يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ﴾: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على ﴿اللَّهِ﴾،


الصفحة التالية
Icon