﴿وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾؛ أي: صاغرون منقادون، واحدهم داخرٌ، وهو الذي يفعل ما تأمره به شاء أو أبي، يقال دخر كمنع وفرح دخورًا ودخرًا إذا صغر وذل وأدخره كما في "القاموس". ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ﴾؛ أي: عقابه ﴿مِنْ فَوْقِهِمْ﴾؛ أي: بالقهر والغلبة، كما قال: ﴿وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ﴾.
﴿وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا﴾؛ أي: ثابتًا واجبًا دائمًا لا يزول، والدين هو الطاعة والإخلاص وقال الفراء: ﴿وَاصِبًا﴾ معناه دائمًا، ومنه قول الدُّؤلي:
لاَ أَبْتَغِيْ الْحَمْدَ الْقَلِيلَ بَقَاؤُهُ | بِذَمٍّ يَكُوْنُ الدَّهْرَ أجْمَعَ وَاصِبَا |
﴿ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ﴾ والضر المرض والبلاء والحاجة والقحط، وكل ما يتضرر به الإنسان، ﴿تَجْأَرُونَ﴾ من جأر يجأر جؤارًا، وأصل الجؤار صياح الوحش، ثم استعمل في رفع الصوت بالدعاء والاستغاثة، وفي "الفتوحات": الجؤار بوزن زكام رفع الصوت بالدعاء في كشف المضار، وفي "القاموس": جأر - كمنع - جأرًا وجؤارًا بوزن غراب، رفع صوته بالدعاء، وتضرع واستغاث، والبقرة والثور صاحا، والنبات جؤارًا طال، والأرض طال نبتها اهـ.
﴿ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا﴾؛ أي: صار من الظلول بمعنى الصيرورة، كما يستعمل أكثر الأفعال الناقصة بمعناها، أو هو بمعناه يقال ظل يفعل كذا إذا فعله نهارًا؛ أي: دام النهار كله مسودًّا؛ لأن أكثر الوضع يتفق بالليل، ويتأخر إخبار المولود إلى النهار، وخصوصًا بالأنثى، فيظل نهاره مسودًّا، واسوداد الوجه كناية عن الاغتمام والتشوير.
﴿وَهُوَ كَظِيمٌ﴾ في "المصباح": كظمت الغيظ كظمًا - من باب ضرب - وكظومًا، إذا أمسكت على ما في نفسك منه على صفح أو غيظ، وفي التنزيل: