هو قادر على خلق أمثالهم، وجعل لهم أجلًا محققًا لا ريب فيه، ﴿فَأَبَى﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة ﴿أبى الظالمون﴾ فعل وفاعل، والجملة الفعلية معطوفة على جملة ﴿جَعَلَ﴾ ﴿إِلَّا﴾ أداة استثناء مفرغ لأن ﴿أبى﴾ متأول بالنفي، فكأنه قيل: فلم يرضوا ﴿كُفُورًا﴾ مفعول به.
﴿قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُورًا (١٠٠)﴾.
﴿قُلْ﴾ فعل أمر وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة، ﴿لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ﴾ إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت: ﴿لَوْ﴾ حرف شرط ﴿أَنْتُمْ﴾ تأكيد للضمير المتصل بالفعل المحذوف، وجوبًا بعد ﴿لَوْ﴾ الشرطية يفسره المذكور بعده على سبيل الاشتغال تقديره: لو تملكون ﴿أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ﴾ فعل وفاعل ﴿أَنْتُمْ﴾ تأكيد لضمير الفاعل، والجملة الفعلية فعل شرط لـ ﴿لَوْ﴾ لا محلّ لها من الإعراب، ﴿تَمْلِكُونَ﴾ فعل وفاعل، والجملة مفسرة للمحذوفة، لا محل لها من الإعراب، وفي «الفتوحات» قوله: ﴿لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ﴾ فيه وجهان:
أحدهما: أنّ المسألة من باب الاشتغال، فـ ﴿أنتم﴾ مرفوع بفعل مقدر يفسره هذا الظاهر، لأن ﴿لَوْ﴾ لا يليها إلا الفعل ظاهرًا، أو مضمرًا فهي كـ ﴿إِنْ﴾ في قوله: ﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ والأصل: لو تملكون فحذف الفعل لدلالة ما بعده عليه، فانفصل الضمير، وهو الواو إذ لا يمكن بقاؤه متصلًا بعد حذف رافعه.
والثاني: مرفوع بـ ﴿كان﴾ وقد كثر حذفها بعد ﴿لَوْ﴾ التقدير: لو كنتم تملكون، فحذف كان فانفصل الضميرُ وتملكون في محل نصب بكان المحذوف، وهو قول ابن الصائغ اهـ «سمين» ﴿خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي﴾ مفعول به، ومضاف إليه، ﴿إِذًا﴾ حرف جواب وجزاء مهمل ﴿لَأَمْسَكْتُمْ﴾ ﴿اللام﴾ رابطة لجواب ﴿لَوْ﴾ الشرطية ﴿أمسكتم﴾ فعل وفاعل، والجملة جواب ﴿لَوْ﴾ لا محل لها من الإعراب ﴿خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ﴾ مفعول لأجله، ومضاف إليه ﴿وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُورًا﴾ فعل ناقص واسمه وخبره و ﴿الواو﴾ فيه حالية، وجملة ﴿كانَ﴾ في محل النصب حال من فاعل ﴿أمسكتم﴾.