آبائكم التي هم مستمسكون بها، ﴿وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا﴾؛ أي: وإن دخلتم في دينهم، وملّتهم، ولو بالإكراه، والإلجاء لن تفوزوا بخير ﴿أَبَدًا﴾، أي: لا في الدنيا، ولا في الآخرة، لأنكم وإن أكرهتم ربما استدرجكم الشيطان بذلك إلى الإجابة حقيقة، والاستمرار عليها، فيكون قد كتب عليكم الشقاء عند ربكم، والخذلان الذي لا خذلان بعده.
وفي «الكرخي»: واستشكل الحكم عليهم بعدم الفلاح، مع الإكراه المستفاد من ﴿إِنْ يَظْهَرُوا﴾ إذ المكره لا يؤاخذ بما أكره عليه، لخبر «رفع عن أمّتي» الخ، وأجيب بأنّ المؤاخذة به كانت في غير هذه الشريعة بدليل ﴿وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ﴾ وخبر «رفع عن أمتي» الخ اهـ وقرأ الحسن، ﴿وليتلطف﴾ بكسر لام الأمر، وعن قتيبة الميال، ﴿وليُتلَطَّفْ﴾ بضم الياء مبنيًا للمفعول، وقرأ أبو صالح، ويزيد بن القعقاع، وقتيبة ﴿ولا يشعرن بكم أحد﴾ ببناء الفعل للفاعل، ورفع ﴿أحدٌ﴾ وقرأ زيد بن عليّ ﴿يظهروا﴾ بضم الياء مبنيًّا للمفعول.
الإعراب
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا﴾.
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾: مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة ﴿الَّذِي﴾: صفة للجلالة ﴿أَنْزَلَ﴾: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على الموصول، والجملة صلة الموصول ﴿عَلى عَبْدِهِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿أَنْزَلَ﴾ ﴿الْكِتابَ﴾: مفعول به ﴿وَلَمْ﴾: ﴿الواو﴾ عاطفة ﴿لَمْ يَجْعَلْ﴾: جازم ومجزوم وفاعله ضمير يعود على الله ﴿لَهُ﴾: جار ومجرور، في محل المفعول الأول ﴿عِوَجًا﴾: مفعول ثان له، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة ﴿قَيِّمًا﴾: حال من ضمير له، وهي حال مؤكدة، ويجوز أن تكون ﴿الواو﴾ حالية، والجملة الفعلية حال أولى من ﴿الْكِتابَ﴾ ﴿قَيِّمًا﴾: حال ثانية منه متداخلة، والتقدير: أنزله غير جاعل له عوجًا قيمًا.
﴿لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (٢) ماكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (٣)﴾.


الصفحة التالية
Icon