على حذف مضاف، والتقدير: لا تقولن ذلك في وقت من الأوقات إلا وقت مشيئة الله، فحذف الوقت، وهو مراد، أو على الحال، والتقدير: لا تقولنّ أفعل غدا إلّا حالة كونك قائلًا إن شاء الله، أو إلا حالة كونك متلبسًا بقول إن شاء الله كما في «العكبري».
﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَدًا﴾.
﴿وَاذْكُرْ﴾ ﴿الواو﴾: عاطفة ﴿اذْكُرْ رَبَّكَ﴾: فعل ومفعول وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿وَلا تَقُولَنَّ﴾ ﴿إِذا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان مجرد عن معنى الشرط، ﴿نَسِيتَ﴾: فعل وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه، لـ ﴿إِذا﴾ تقديره: واذكر مشيئة ربّك وقت نسيانك إياها، عند تذكرك بها، ﴿وَقُلْ﴾: فعل أمر وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة معطوفة على جملة اذكر ﴿عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ...﴾ إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت: ﴿عَسَى﴾: فعل ماض من أفعال الرجاء، واسمها ضمير مستتر فيها: تقديره: هو يعود على الرب، والأولى أن يكون ﴿رَبِّي﴾ اسمها مؤخرًا، ﴿أَنْ﴾ حرف نصب ومصدر ﴿يَهْدِيَنِ﴾ فعل مضارع منصوب بـ ﴿أَنْ﴾، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره، والنون نون الوقاية، وياء المتكلم المحذوفة اجتزاء عنها بكسر نون الوقاية في محل النصب مفعول به، وفاعله لفظة ﴿رَبِّي﴾ أو ضمير يعود على الرب لتقدمه رتبة، ﴿لِأَقْرَبَ﴾ متعلق بـ ﴿يَهْدِيَنِ﴾ ﴿مِنْ هذا﴾ متعلق بـ ﴿أقرب﴾ ﴿رَشَدًا﴾: تمييز ﴿لِأَقْرَبَ﴾ أي: لشيء أقرب إرشادًا للناس، أو مفعول مطلق؛ أي: يهديني هدايةً فيكون ملاقيًا لعامله بهذا المعنى، والأول أقرب، وجملة يهديني مع أن المصدرية في تأويل مصدر منصوب على الخبرية، لـ ﴿عَسَى﴾، ولكنه في تأويل اسم الفاعل، ليصحّ الإخبار به، والتقدير: وقل عسى ربي هاديا لي لأقرب من هذا رشدًا.
﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ﴾.
﴿وَلَبِثُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ﴾ ﴿فِي كَهْفِهِمْ﴾ جار ومجرور متعلق بـ ﴿لَبِثُوا﴾ ﴿ثَلاثَ﴾ منصوب على الظرفية متعلق بـ ﴿لَبِثُوا﴾ ﴿مِائَةٍ﴾ مضاف إليه، ﴿سِنِينَ﴾ عطف بيان لثلاث مئة،


الصفحة التالية
Icon