﴿وَاخْفِضْ﴾ فعل أمر في محل الجزم معطوف على قوله: ﴿وَقُلْ لَهُما﴾ وفاعله ضمير يعود على الولد ﴿لَهُما﴾ متعلق به، ﴿جَناحَ الذُّلِّ﴾ مفعول به، ومضاف إليه ﴿مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ جار ومجرور متعلق بـ ﴿اخْفِضْ﴾ فمن للتعليل؛ أي: من أجل الرحمة أو للابتداء؛ أي: إن هذا الخفض ناشىء من الرحمة المركوزة في الطبع، ويصح كونه حالًا من ﴿جَناحَ الذُّلِّ﴾. ﴿وَقُلْ﴾ معطوف على ﴿وَقُلْ﴾ الأولى ﴿رَبِّ ارْحَمْهُما...﴾ إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت: ﴿رَبِّ﴾ منادى مضاف ﴿ارْحَمْهُما﴾ فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة في محل النصب مقول ﴿قُلْ﴾ على كونها جواب النداء ﴿كَما﴾ ﴿الكاف﴾ حرف جر وتشبيه، أو للتعليل ﴿ما﴾ مصدرية صفة. ﴿رَبَّيانِي﴾ فعل وفاعل ومفعول، و (نون) وقاية، لأن الألف ضمير تثنية ﴿صَغِيرًا﴾ حال من (ياء) المتكلم، والجملة الفعلية صلة لـ ﴿ما﴾ المصدرية، ﴿ما﴾ مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بـ ﴿الكاف﴾ والجار والمجرور صفة لمصدر محذوف تقديره: رب ارحمهما رحمة مثل تربيتهما إيّاي حالة كوني صغيرًا، أو رحمة مثل رحمتهما إياي حالة كوني صغيرًا أو ارحمهما لأجل تربيتهما إياي حالة كوني صغيرًا.
﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (٢٥)﴾.
﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ﴾ مبتدأ وخبر ﴿بِما﴾ جار ومجرور متعلق بـ ﴿أَعْلَمُ﴾ والجملة مستأنفة ﴿فِي نُفُوسِكُمْ﴾ جار ومجرور صلة لـ ﴿ما﴾ أو صفة لها ﴿إِنْ﴾ حرف شرط ﴿تَكُونُوا﴾ فعل ناقص واسمه مجزوم بـ ﴿إِنْ﴾ الشرطية صالِحِينَ خبر ﴿تَكُونُوا﴾ وجواب ﴿إِنْ﴾ الشرطية محذوف تقديره: فلا يضركم ما وقع منكم من الهفوة في حالة الغضب، وجملة ﴿إِنْ﴾ الشرطية مستأنفة، ﴿فَإِنَّهُ﴾ ﴿الفاء﴾ تعليلية ﴿إنه﴾ ناصب واسمه ﴿كانَ﴾ فعل ماض ناقص، واسمه ضمير يعود على الله ﴿لِلْأَوَّابِينَ﴾ متعلق بما بعده ﴿غَفُورًا﴾ خبر ﴿كَانَ﴾، وجملة ﴿كَانَ﴾ في محل الرفع خبر ﴿إن﴾، وجملة ﴿إن﴾ في محل الجر بلام التعليل المقدرة، مسوقة لتعليل الجواب المحذوف.