أنه قال يوم الجمل: يا ليتني من قبل هذا اليوم بعشرين سنة. وعن بلال أنه قال: ليت بلالًا لم تلده أمه.
وقرأ الأعمش، وأبو جعفر في رواية (١): ﴿منسيا﴾ بكسر الميم إتباعًا لحركة السين، كما قالوا: منتن باتباع حركة الميم لحركة التاء.
٢٤ - ﴿فَنَادَاهَا﴾؛ أي: فنادى جبريل مريم ﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾؛ أي: من تحت مريم من مكان أسفل منها، تحت الأكمة، حين سمع جزعها؛ لأن عيسى لم يتكلم حتى أتت به قومها، وقال في (٢) القصص من تحت النخلة، أو فناداها (٣) عيسى - عليه السلام - كما قال الحسن البصري، وسعيد بن جبير: وقد أنطقه الله حين وضعته تطييبًا لقلبها، وإزالةً للوحدة عنها، حتى تشاهد بادىء ذي بدءٍ علو شأن ذلك المولود الذي بشرها جبريل به.
وقرأ ابن عباس (٤): ﴿فناداها ملك من تحتها﴾ وقرأ البراء بن عازب، وابن عباس، والحسن، وزيد بن علي، والضحاك، وعمرو بن ميمون، ونافع، وحمزة، والكسائي، وحفص ﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾ بكسر الميم والتاء حرف جر، وقرأ الابنان: ابن كثير، وابن عامر، والأبوان: أبو عمرو، وأبو بكر، وعاصم وزر ومجاهد، والجحدري، والحسن، وابن عباس في رواية عنهما: ﴿مَنْ تحتَها﴾ بفتح الميم والتاء بمعنى الذي، وتحت: ظرف منصوب صلة لـ (من)، قال ابن الجوزي (٥): فمن قرأ بكسر الميم ففيه وجهان:
أحدهما: ناداها الملك من تحت النخلة، وقيل: كانت على نشز فناداها الملك أسفل منها.
والثاني: ناداها عيسى لما خرج من بطنها. قال ابن عباس: كل ما رفعت إليه طرفك فهو فوقك، وكل ما خفضت إليه طرفك فهو تحتك.

(١) البحر المحيط.
(٢) روح البيان.
(٣) المراغي.
(٤) البحر المحيط وزاد المسير.
(٥) زاد المسير.


الصفحة التالية
Icon