وَاحْذِفْ مِنَ الْمَقْصُوْرِ فِي جَمْعٍ عَلَى حَدِّ الْمُثَنَّى مَا بِهِ تَكَمَّلاَ
﴿سَمِيًّا﴾: السمي المسمى؛ أي: شريكًا له في الاسم، فلم يسم أحدٌ بهذا الاسم قبله، وهو فعيل بمعنى مفعول، أصله. سميو، اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياءً وأدغمت فيها الياء.
﴿عِتِيًّا﴾: من عتا يعتو عتوًا، والعتو اليبس في العظم والعصب والجلد، وفي "المختار": عتا من باب سما يعتو عتوًا وعتيًا بضم العين وكسرها، وهو عات فالعاتي: المجاوز للحد في الاستكبار وعتا الشيخ يعتو عتوًا بضم العين وكسرها، كبر وولى عتيًا أصله: عتوو، كقعودِ فاستثقلوا توالي الضمتين والواوين، فكسروا التاء فانقلبت الواو الأولى ياءً لمناسبة الكسرة، ثم قلبت الثانية ياءً لتدغم فيها الياء، وكسرت الفاء تخفيفًا.
﴿مِنَ الْمِحْرَابِ﴾: قال في "القاموس": المحراب الغرفة وصدر البيت، وأكرم مواضعه، ومقام الإِمام من المسجد، والموضع ينفرد به الملك فيتباعد عن الناس، ومحاريب بني إسرائيل: مساجدهم التي كانوا يجلسون فيها اهـ. وفي "الشهاب" وأما المحراب المعروف الآن وهو طاقٌ مجوفٌ في حائط المسجد، يصلي فيه الإِمام.. فهو محدث لا تعرفه العرب، فتسميته محراب اصطلاح للفقهاء اهـ.
وقوله: اصطلاح للفقهاء، ممنوع بل هو معنى لغوي إذ هو من أفراد المعنى اللغوي الذي ذكره في "القاموس" بقوله: ومقام الإِمام من المسجد اهـ. ذكره في "الفتوحات".
﴿عَصِيًّا﴾: صيغة مبالغة، وأصل عصيًا: عصييٌ بوزن فعيل، أدغمت الياء فيه وأتي بصيغة المبالغة لمراعاة الفواصل؛ لأن المنفي أصل العصيان، لا المبالغة فيه.
﴿انْتَبَذَتْ﴾ الانتباذ: الاعتزال والانفراد، فقد تخلت مريم للعبادة في مكانٍ مما يلي شرقي بيت المقدس، أو من دارها معتزلةً عن الناس، وقيل: غير ذلك


الصفحة التالية
Icon