أي: عملًا صالحًا ﴿فَأُولَئِكَ﴾ ﴿الفاء﴾: فاء الفصيحة لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره: إذا عرفت هذا الاستثناء وأردت بيان عاقبتهم.. فأقول لك ﴿أولئك﴾. ﴿أولئك﴾: مبتدأ ﴿يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ﴾: فعل وفاعل ومفعول والجملة: في محل الرفع خبر المبتدأ ﴿وَلَا يُظْلَمُونَ﴾: فعل ونائب فاعل معطوف على ﴿يَدْخُلُونَ﴾. ﴿شَيْئًا﴾: مفعول مطلق ولك أن تجعله مفعولًا ثانيًا بتضمين ﴿يُظْلَمُونَ﴾ معنى ينقصون، والجملة الاسمية: في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة: مستأنفة استئنافًا بيانيًا.
﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (٦١) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (٦٢)﴾.
﴿جَنَّاتِ﴾: بدل من الجنة منصوب بالكسرة ﴿عَدْنٍ﴾: مضاف إليه من عدن بالمكان إذا أقام، وقد جرى مجرى العلم، ولذلك ساغ وصفها بالتي ﴿الَّتِي﴾ صفة لـ ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾ ﴿وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ﴾: فعل وفاعل ومفعول والجملة الفعلية: صلة الموصول والعائد محذوف تقديره: وعدها الرحمن عباده ﴿بِالْغَيْبِ﴾: جار ومجرور حال من ﴿عِبَادَهُ﴾؛ أي: وعدهم إياها وهم غائبون عنها لا يرونها، أو حال من ضمير ﴿الجنة﴾ العائد على الموصول؛ أي: وعدها إياهم وهي غائبة عنهم ﴿إِنَّهُ﴾ ناصب واسمه ﴿كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا﴾: فعل ناقص واسمه وخبره وجملة ﴿كَانَ﴾ في محل الرفع خبر ﴿إن﴾ وجملة ﴿إن﴾: مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها، والضمير في إنه يعود على ﴿الرَّحْمَنُ﴾ والمعنى: إن الرحمن كان وعده مأتيًا، أو على الشأن، لأنه مقام تعظيم وتفخيم ﴿لَا يَسْمَعُونَ﴾: فعل وفاعل والجملة: في محل النصب حال من ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾. ﴿فِيهَا﴾: جار ومجرور حال من فاعل ﴿يَسْمَعُونَ﴾؛ أي: حالة كونهم في الجنة ﴿لَغْوًا﴾: مفعول به لـ ﴿يَسْمَعُونَ﴾ ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء منقطع ﴿سَلَامًا﴾ منصوب على الاستثناء ﴿وَلَهُمْ﴾ خبر مقدم ﴿رِزْقُهُمْ﴾: مبتدأ مؤخر ﴿فِيهَا﴾: حال من ضمير ﴿رِزْقُهُمْ﴾؛ أي: حالة كونهم مستقرين فيها، والجملة: مستأنفة ﴿بُكْرَةً﴾ ظرف متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر في قوله ﴿لَهُمْ﴾. ﴿وَعَشِيًّا﴾ معطوف على ﴿بُكْرَةً﴾.
﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (٦٣)﴾.


الصفحة التالية
Icon