المعجمة، والنخعي: بكسرها، وهي بمعنى المضمومة الهاء، والمفعول محذوف، أي: الورق، وقرأ الحسن، وعكرمة، ﴿وأهس﴾ بضم الهاء والسين غير معجمة، والهس: السوق، ونقل ابن خالويه عن النخعي: أنه قرأ ﴿وأهش﴾ بضم الهمزة، من أهش الرباعي، وذكر صاحب "اللوامح" عن عكرمة، ومجاهد: ﴿وأهش﴾ بضم الهاء وتخفيف الشين، قال ولا أعرف له وجهاً، إلا أن يكون مخفف القراءة العامة؛ لأن الشين فيه تفش، فاستثقل الجمع بين التضعيف والتفشي، فيكون كتخفيف ظلت ونحوه.
٣ - ﴿وَلِيَ فِيهَا﴾؛ أي: في عصاي ﴿مَآرِبُ﴾ وحوائج ومصالح ومنافع ﴿أُخْرَى﴾ غير ذلك المذكور، كحمل الزاد، والسقي، وطرد السباع عن الغنم، وإذا شئت.. ألقيتها على عاتقي، فعلقت بها قوسي، وكنانتي، ومخلاتي، وثوبي، وإذا وردت ماءً قصر عنه رشائي.. وصلته بها.
وقد أجمل - عليه السلام - في المآرب، رجاء أن يسأله ربه عنها، فيسمع كلامه مرةً أخرى، ويطول الحديث بهذا، وقرأ الزهري (١)، وشيبة: ﴿مارب﴾ بغير همز، كذا قال الأهوازي في "كتاب الإقناع" في القراءات.
وقد تعرض (٢) قوم لتعداد منافع العصا، فذكروا من ذلك أشياء: منها: قول بعض العرب: عصاي أركزها لصلاتي، وأعدها لعداتي، وأسوق بها دابتي، وأقوى بها على سفرها، وأعتمد بها في مشيتي، ليتسع خَطْوي، وأثب بها النهر، وتؤمنني العثر، وأُلقي عليها كسائي، فتقيني الحر، وتدفيني من القر، وتدني إلى ما بعد مني، وهي تحمل سفرتي، وعلاقة أدواتي، أعصي بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأقي بها عقور الكلاب، وتنوب عن الرمح في الطعان، وعن السيف عند منازلة الأقران، ورثتها عن أبي وأورثها بعدي بنيَّ. انتهى.
وقد جمع الله سبحانه لموسى في عصاه من البراهين العظام، والآيات
(٢) الشوكاني.