بعصاه، وفي التنزيل ﴿وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي﴾ وهش الشجرة هشًا أيضًا: ضربها ليتساقط ورقها، وهش الشيء يَهَش، من باب تعب هشاشةً: إذا لان واسترخى، فهو هش، وهش العود يهش أيضًا هشوشًا: صار هشًا؛ أي: سريع الكسر، وهش الرجل هشاشةً: إذا تبسم وارتاح، من بابي تعب وضرب اهـ.
﴿مَآرِبُ﴾: جمع مأربةٍ، مثلثة الراء، وهي الحاجة ﴿فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى﴾: الحية تطلق على الصغير والكبير، والذكر والأنثى من هذا النوع، والثعبان: العظيم من الحياة، والجان: الصغير منها ﴿سِيرَتَهَا الْأُولَى﴾؛ أي: حالتها الأولى، وهي كونها عصا، يقال لكل من كان على أمر فتركه، وتحول عنه ثم راجعه، عاد فلان سيرته الأولى ﴿مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى﴾: اسم تفضيل مؤنث الأكبر؛ أي: التي هي أكبر من غيرها، حتى من العصا، وذلك لأن المراد الكبرى في الإعجاز، واليد كذلك، فإنها أكبر آيات موسى، كما نقله الخازن عن ابن عباس.
﴿وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي﴾ والوزير: قيل: مشتق من الوزر وهو: الثقل، وسمي بذلك لأنه يتحمل أعباء الملك ومؤنه، فهو معين على أمو الملك، وقائم بأموه، وقيل: بل هو من الوزر، وهو: الملجأ، ومنه قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ (١١)﴾ وقيل: من الموازرة وهي: المعاونة، نقله الزمخشري عن الأصمعي، قال: وكان القياس أزيراً يعني: بالهمزة؛ لأن المادة كذلك اهـ "سمين" وفي "القاموس": الأزر: الإحاطة والقوة، والضعف: ضد التقوية والظهر. اهـ يقال: آزره إذا قواه وأعانه. ﴿سُؤْلَكَ﴾؛ أي: مسؤولك، ففُعل بمعنى المفعول، كالخبز والأكل، بمعنى المخبوز والمأكول. ﴿مَرَّةً أُخْرَى﴾؛ أي: في وقت ذي مر وذهاب؛ أي: وقتًا غير هذا الوقت، فإن أخرى: تأنيث آخر، بمعنى غير، والمرة في الأصل: اسم للمر الواحد، الذي هو مصدر. مر يمر مرًا ومرورًا؛ أي: ذهب، ثم أطلق على فعلة واحدة من الفعلات، متعديةً كانت أو لازمة، ثم شاع في كل فرد واحد من أفراد ماله أفراد متحدة، فصار علمًا في ذلك، حتى جُعِل معيارًا لما في معناه من سائر الأشياء، فقيل: هذا بناء المرة، ويقرب منها الكرة والتارة والدفعة، والمراد به هاهنا: الوقت الممتد، الذي وقع فيه ما سيأتي ذكره، من المنن العظيمة الكثيرة. اهـ "روح البيان" ﴿بِالسَّاحِلِ﴾ والساحل: فاعل بمعنى مفعول، من


الصفحة التالية
Icon