سورة مريم
سورة مريم مكيَّة كلها، أو إلا آيتين هما: (٥٨) و (٧١) فمدنيتان، وهي ثمان أو تسع وتسعون آية، وكلماتها تسع مئة واثنتان وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثلاث مئةٍ وحرفان، وسميت سورة مريم، لذكر مريم فيها، ولم (١) تذكر امرأة باسمها صريحاً في القرآن إلا مريم، فقد ذكرت فيه في ثلاثين موضعًا.
ومن فضائلها: ما روي (٢) عن رسول الله - ﷺ -: "من قرأ سورة مريم أُعطي عشر حسنات، بعدد من كذب زكريا وصدق به، ويحيى ومريم وعيسى وسائر الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - المذكورين فيها، وبعدد من دعا الله في الدنيا ومن لم يدع" ولكنه موضوع لا أصل له.
وروى محمد بن إسحاق في السيرة، من حديث أم سلمة، وأحمد بن حنبل، عن ابن مسعود في قصة الهجرة إلى أرض الحبشة من مكة: أن جعفر بن أبي طالب، قرأ صدر هذه السورة على النجاشي فبكى حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة. وقد ذكر ابن إسحاق القصة بطولها.
ومناسبتها لسورة الكهف (٣): اشتمالها على نحو ما اشتملت عليه من أعاجيب القصص، كقصة ولادة يحيى، وقصة ولادة عيسى عليهما السلام.
وقال أبو حيان (٤): مناسبتها لما قبلها: أنه تعالى ضمّن السورة قبلها قصصًا عجبًا، كقصة أهل الكهف، وقصة موسى مع الخضر، وقصة ذي القرنين، وهذه
(٢) اليضاوي.
(٣) المراغي.
(٤) البحر المحيط.