والحاكم وصححه، وابن مردويه من طرق عن الحسن وغيره عن عمران بن حصين.
قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ...﴾ الآيات، سبب نزول هذه الآيات ما أخرجه ابن أبي حاتم: أن هذه الآيات، نزلت في النضر بن الحارث، وكان مجادلًا يقول: الملائكة بنات الله، والقرآن أساطير الأولين، ولا يقدر الله على مَنْ بلي وصار ترابًا.
قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ...﴾ الآية، سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه البخاري - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان الرجل يقدم المدينة فيسلم، فإن ولدت امرأته غلامًا ونتجت خيله.. قال هذا دين صالح، وإن لم تلد امرأته ولدًا ذكرًا ولم تنتج خيله.. قال: هذا دين سوء، فأنزل الله: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ...﴾ الآية.
وأخرج ابن مردويه من طريق عطية عن ابن مسعود قال: أسلم رجل من اليهود، فذهب بصره وماله وولده، فتشآم بالإسلام، فقال: لم أصب من ديني هذا خيرًا، ذهب بصري ومالي ومات ولدي، فنزلت: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ...﴾ الآية.
التفسير وأوجه القراءة
١ - ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ والظاهر أن الخطاب فيه عام لكل ناس، يشمل جميع المكلفين من الموجودين ومن سيوجد، على ما تقرر في موضعه. ﴿اتَّقُوا رَبَّكُمْ﴾؛ أي (٢): احذروا عقوبة مالك أموركم ومربيكم بطاعته، فأطيعوه ولا تعصوه بفعل ما أمركم به من الواجبات، وترك ما نهاكم عنه من المحرمات، فهو خطاب ينتظم فيه المكلفون حين النزول، ومن سيوجدون بعده إلى يوم القيامة. ثم علّل هذا الأمر بقوله: ﴿إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ﴾؛ أي: إن تحرك الأرض وزلزلتها، التي هي أحد أشراط الساعة، التي تكون في الدنيا قبل يوم القيامة، عند قرب الساعة والقيامة، هذا قول الجمهور. وقيل: إنها تكون في النصف من شهر رمضان، ومن بعدها طلوع الشمس من مغربها،
(٢) روح البيان.