﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾: مبتدأ وخبر، والجملة معترضة، أو مستأنفة، مسوقة لسرد قصة المتبارزين يوم بدر، كما سبق. ﴿اخْتَصَمُوا﴾ فعل وفاعل. ﴿فِي رَبِّهِمْ﴾ جار ومجرور متعلق بـ ﴿اخْتَصَمُوا﴾، والجملة الفعلية صفة لـ ﴿خَصْمَانِ﴾، ولك أن تجعل الجملة الفعلية خبرًا وخصمان بدلًا من هذان، وإنما قال: ﴿خَصْمَانِ﴾ ثم جمع الفعل؛ لأن الخصم في الأصل مصدر، ولذلك يوحد ويذكر غالبًا، ويجوز أن يثنى ويجمع، أو الجمع مراعاة للمعنى؛ لأن المتخاصمين كانوا فرقًا شتى، وطوائف كثيرة. ﴿فَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾. الفاء: حرف عطف وتفصيل، ﴿الذين﴾ مبتدأ ﴿كَفَرُوا﴾ فعل وفاعل صلة الموصول. ﴿قُطِّعَتْ﴾ فعل ماض مغير الصيغة. ﴿لَهُمْ﴾ متعلق به. ﴿ثِيَابٌ﴾ نائب فاعل. ﴿مِنْ نَارٍ﴾: جار ومجرور صفة ﴿ثِيَابٌ﴾، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ والخبر، معطوفة على جملة ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾ عطف مفصل على مجمل. ويحتمل أن تكون الفاء: في قوله: ﴿فَالَّذِينَ﴾ فصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفت أن الله سبحانه، يفصل بين أولئك الفرق، أعني قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا﴾ الخ. وأردت بيان كيفية الفصل بينهم، فأقول، لك: فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من إلخ. والجملة من المبتدأ والخبر على هذا الوجه، مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة معطوفة على جملة ﴿يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ﴾، وجملة ﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾ معترضة، أو مستأنفة، مسوقة لبيان كيفية الفصل. ﴿يُصَبُّ﴾ فعل مضارع مغير الصيغة. ﴿مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ ﴿يُصَبُّ﴾. ﴿الْحَمِيمُ﴾ نائب فاعل، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر ثان لاسم الموصول، أو حال من الضمير في ﴿لَهُمْ﴾، أو مستأنفة. ﴿يُصْهَرُ﴾: فعل مضارع مبني للمجهول. ﴿بِهِ﴾ متعلق بـ ﴿يُصْهَرُ﴾. ﴿مَا﴾: اسم موصول في محل الرفع، نائب فاعل ليصهر. ﴿فِي بُطُونِهِمْ﴾ جار ومجرور صلة الموصول. ﴿وَالْجُلُودُ﴾ معطوف على ﴿مَا﴾ الموصولة، وتأخيره إما لمراعاة الفواصل، أو للإشعار بغاية شدة الحرارة، بإيهام أن تأثيرها في الباطن أقوى من تأثيرها في الظاهر، مع أن ملابستها بالعكس اهـ. كرخي. وجملة ﴿يُصْهَرُ﴾ في محل النصب حال من الحميم. واختار بعضهم أن يكون ﴿الجلود﴾ مرفوعًا بفعل