المناسبة
قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)...﴾ الآيات، مناسبة (١) هذه الآيات لآخر السورة التي قبلها ظاهرة؛ لأنه تعالى خاطب المؤمنون بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا﴾ الآية، وفيه: ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ وذلك على سبيل الترجية، فمناسبة ذلك قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)﴾ إخبارًا بحصول ما كانوا رجوه من الفلاح.
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢)...﴾ الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها (٢): أنه سبحانه وتعالى لما ذكر أحوال السعداء المفلحين، قفى ذلك بذكر مبدأهم، ومآل أمرهم، وأمر غيرهم من بني الإنسان، وفي هذا إعظام للمنة، وحث على الاتصاف بحميد الصفات، وتحمل مؤونة التكاليف، ثم ذكر أن كل ذلك منته إلى غاية، هي يوم القيامة، الذي تبعثون وتحاسبون فيه على أعمالكم، إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًا فشر.
وعبارة أبي حيان: مناسبة هذه الآية لما قبلها: لما ذكر تعالى أن المتصفين بتلك الصفات الجليلة، هم يرثون الفردوس، فتضمن ذلك المعاد الأخروي ذكر النشأة الأولى، ليستدل على صحة النشأة الآخرة.
قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ...﴾ الآية، مناسبتها لما قبلها: أنه تعالى لما ذكر خلق الإنسان في أطواره المختلفة، واستدل بذلك على قدرته، وتفرده بالتصرف في الملك، والملكوت.. أردفه ببيان ما يحتاج إليه في بقاءه، لما فيه من المنافع، التي لا غنى له عنها.
وعبارة أبي حيان هنا (٣): لما ذكر تعالى ابتداء خلق الإنسان، وانتهاء أمره، ذكره بنعمته، انتهى.
قوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ...﴾ الآيات، مناسبتها لما قبلها: أن الله

(١) البحر المحيط.
(٢) المراغي.
(٣) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon